--------------------------------------------------------------------------------
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إن حول العرش يوم القيامة منابر من نور , عليها قوم لباسهم نور , و وجوههم نور , ليسوا بأنبياء و لا شهداء , يغبطهم الأنبياء و الشهداء" فقال الصحابة : من هؤلاء يا رسول الله ؟ قال: "هم المتحابون في الله تعالى , تحابوا في الله على غير أنساب بينهم , و لا أموال يتعاطونها"
و في الحديث القدسي : "يقول الله تبارك و تعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيَّ , و وجبت محبتي للمتباذلين فيَّ –أي الذين ينفقون أموالهم و يبذلونها في سبيل الله- و وجبت محبتي للمتناصرين فيَّ , و وجبت محبتي للمتجالسين فيَّ "
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يأتي عبدان بين يدي الله يوم القيامة , فيقول أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي , فيقول عز و جل للظالم : أعط أخاك مظلمته , فيقول الآخر : يا رب فنيت حسناتي , فيقول الله تعالى : فنيت حسنات أخيك , فيقول الآخر : فليأخذ من حسناتي فتطرح عليه , فيقول الله عز و جل : هل لك في خير من ذلك؟ فيقول المظلوم: و ما ذاك يا رب؟ فيقول الرب : ارفع رأسك ... فيرفع رأسه فيرى قصراً من أجمل ما يكون فيقول: لمن هذا يا رب؟ لنبي هذا؟ أم لشهيد؟ فيقول الله عز و جل : بل هو لك! فيقول : كيف يا رب؟ فيقول الله تبارك و تعالى: بعفوك عن أخيك! فيقول : عفوت يا رب.. عفوت يا رب! فيقول الله عز و جل: خذ بيد أخيك فادخلا الجنة!"
قرأت هذه الأحاديث في كتاب "حتى يغيروا ما بأنفسهم " للدكتور عمرو خالد .
و قد سمعتها قبل و لكن في هذه المرة لفتت نظري لعدة أمور علَّ أولها ما يعطيه ديننا الحنيف لأخوة الله من قدر عظيم ما يدفعنا لحب أخواننا دفعا فها هم المتحابين في الله على منابر من نور تمناها الأنبياء و الشهداء, حبا في الله منزهاً عن كل غاية في عصر باتت فيه المصلحة المحرك الأساسي لعلاقات البشر.
و ثانيها قيمة التسامح و الرحمة التي لا بد أن تسود مجتمعنا الإسلامي فتغدو الحياة أجمل و الصحبة أمتع و الأخوة أصدق و أجدى , و لا يخفى علينا ما يضفيه التسامح على النفس من رفعة ناهيك عن التهذيب الذي يصقل نفس الإنسان فيجتث ما بها من كبر أو غرور .
و ثالثها رحمة الله عز و جل بعباده سبحانه و تعالى كيف غفر للأخوة بمحبتهما و رحمهما و أدخلهما الجنة
و رابعها حب الله لنا أمر قريب جدا بسيط جدا لا يتطلب منا سوى صفاء السريرة فها نحن في هذه السطور نذكره تعالى نسبحه و نصلي على نبيه المصطفى العدنان فتجب محبته لنا حبا غير مشروط سوى بنقاء قلبك من حقد أو ضغينة
و خامسها دعاء من القلب أن يعم الحب و الخير علاقاتنا و نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا فنرقى و يرقى هذا العالم و يتنزه عما به من خصال و أحقاد ..
هذا ما رأيته في هذه الأحاديث الثلاثة و أترك ما بقي من هذه الصفحة لما تجودون به من رؤيتكم لهذه الأحاديث أو أرائكم بهذا التعقيب أو أحاديث تثري الموضوع