سبب إختيار سيدنا إسماعيل للذبح
سبب إختيار سيدنا إسماعيل للذبح
إن الله سبحانه وتعالى أجرى العادة البشرية أن بكر الأولاد أحبُّ إلى الوالدين ممن بعده ، وإبراهيم عليه السلام لما سأل ربه الولد ، ووهبه له ، تعلقت شعبة من قلبه بمحبته ، والله قد غتخذه خليلا ، ووالخلة منصب يقتضى توحيد المحبوب بالمحبة ، وأن لايشارك بينه وبين غيره فيها ، فلمل أخذ الولد شعبة من قلب الوالد ، جاءت غَيْرة الخُلة تنتزعها من قلب الخليل ، فأمره بذبح المحبوب ، فلما أقدم على ذبحه ، وكانت محبة الله أعظم عنده من محبة الولد ، خلصت الخِلَّة حينئذ من شوائب المشاركة ، فلم يبق فى الذبح مصلحة ، إذ كانت المصلحة إنما هى العزم وتوطين النفس عليه ، فقد حصل المقصود ، فنُسِخ الأمر ، وفُدِىَ الذبيح ، وصدق الخليل الرؤيا ، وحصل مراد الرب ، ومعلوم أن هذا الإمتحان والإختبار إنما حصل عند أول مولود ، ولم يكن ليحصل فى المولود الآخر من مزاحمة الخلة ما يقتضى الأمر بذبحه ، وهذا غاية فى الظهور .<