بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات...) متفق على صحته
النية: محلها القلب.
فقد قال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمة الله تعالى عليه:
يجب على الإنسان أن يخلص النية لله سبحانه وتعالى في جميع عباداته,
وأن لا ينوي بعبادته إلى وجه الله والدار الآخرة. وهذا هو الذي أمر الله به في قوله:
{ وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اْللَهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ حُنَفَاءَ } أي مخلصين له العمل.
{ وَيُقِيمُواْ اْلصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ اْلزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ اْلقَيِّمَةِ }.
وينبغي أن يستحضر النية أي: نية الإخلاص في جميع العبادات.
فينوي مثلاً الوضوء, وأنه توضأ لله, وأنه توضأ امتثالاً لأمر الله.
فهذه ثلاثة أشياء:
الأول: نية العبادة.
الثاني: ونية أن تكون لله.
الثالث: نية أنه قام بها امتثالاً لأمر الله.
هذا أكمل شيء في النية, كذلك في الصلاة وفي كل العبادات.
فإن الله سبحانه وتعالى عالم بنية العبد؛ ربما يعمل العبد عملاً يظهر أمام الناس أنه عمل صالح وهو عمل فاسد أفسدته النية؛ لأن الله تعالى يعلم ما في القلب.
وما يجازى الإنسان يوم القيامة إلا على ما في قلبه؛ لقول الله تعالى:
{ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَـقَادِرٌ . يَوْمَ تُبْلَى اْلسَّرَآئِرُ . فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ }
أي: يوم تختبر { اْلسَّرَآئِرُ } : البواطن.
من كتاب
" شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين "