ي الوقت الحاضر، تستطيع الآلات تشخيص الاضطرابات السلوكية، حيث أكتشف فريق من كلية الملك بلندن كيفية تطبيق أشعة الرنين المغناطيسي على المرضى وتشخيص الحالة بأنها اضطرابات أطياف التوحد في 15 ثانية، وتقدم هذه الآلة حتى الآن نتائج دقيقة بنسبة 90%.
من التشخيص السلوكي إلى التشخيص التشريحي
هذا خبر عظيم، فقد أصبح بإمكاننا الآن استخدام هذه الآلات في تشخيص التوحد عند الأطفال الصغار الذي يصعب تشخيص حالتهم من الناحية السلوكية، حيث أن الأعراض السلوكية لازمة للتعرف على التوحد في الشخص، كما تستطيع هذه الأنواع من آلات الرنين المغنطيسي تغير التشخيص من سلوكي إلى تشريحي، حيث تظهر أشعة الرنين المغناطيسي شكل القشرة الدماغية وسمكها وتركيبها.
في هذه الدراسة، تم تصنيف الأفراد في ثلاث مجموعات، أصحاء ومن يعانون من اضطرابات أطياف التوحد ومن يعانون من اضطراب نقص الانتباه، خضعت المجموعات الثلاث إلى اختبارات الذكاء والفحوصات البدنية والنفسية وتحاليل الدم، ثم تعرضوا لأشعة الرنين المغننطيسي، وأثبتت نتيجة الفحوصات أن من يعانون من اضطرابات التوحد لهم تركيبة مخ مختلفة مقارنة بالمجموعتين الاخرتين، بينما لا تختلف تركيبة مخ من يعانون من اضطراب نقص الانتباه عن الباقي، ولم يستطع الباحثون التمييز بين الأنواع المختلفة للتوحد.
تعتبر هذه خطوة هامة في التعامل مع التوحد حيث أثبتت دراسة أجرتها جامعة دركسل عام 2006 أن طفل من كل 170 طفل يعاني من أحد أشكال التوحد، وهذه النسبة أعلى 10 مرات من النسب المستنتجة في الثمانينات، ونحن لازلنا لا نعرف إذا كانت نسب التوحد ترتفع أم أن طرق اكتشافه أصبحت أكثر دقة.
تعد أخر دراسة أجريت في كلية الملك بلندن دراسة مبدئية، ولا يحتمل أنها ستحل محل طرق التشخيص التقليدية، كما أن هذه الدراسة لا تستطيع أن تعطي إجابات صريحة مثل "نعم" أو "لا"! علاوةً على ذلك، لا يمكن لهذه الدراسة التمييز بين أدمغة المصابين بالتوحد وبين الأدمغة الطبيعية الصحية، كما أوضح الدراسات النقدية أن نسبة 90% تعتبر نسبة مضللة، فقد نشرت صحيفة "ذا جوارديان" (الحارس) ملخصاً أعده كارل هينينجان كتب فيه "دعونا نفكر في 10 آلاف طفل، 100 طفل منهم (نسبة 1%) يعانون من التوحد، و90 طفل من الـ 100 سيحققون فحصاً إيجابياً و10 سيؤدون فحصاً سلبياً، هذه هي نسبة الـ 90% التي أعلن الإعلام عن دقتها."
وحتى مع ذلك، لقد تسبب هذا البحث في قلقلة في عالم الأدوية والتكنولوجيا، فمن المرة الأولى، أصبح من الممكن اكتشاف فرق "التشريح العصبي"، والآن، نريد أن نعرف إذا كان من الممكن تكرار ذلك على أدمغة النساء والشباب.