ألقت شرطة العاصمة المقدسة أمس القبض على رجل مسلح اقتحم مدرسة في العاصمة المقدسة واطلق رصاصتين على احد معلّميها توفي بعدها. وكانت عمليات الامن بالعاصمة المقدسة تلقت بلاغًا عند الساعة العاشرة من صباح امس عن اقتحام مدرسة ابو زيد الانصاري لتحفيظ القرآن بحي الزاهر من قبل رجل مسلح اطلق رصاصتين على احد مدرسيها امام الطلاب. وعلى الفور انتقلت دوريات الامن وفرقة من الهلال الاحمر الى المدرسة وتم اسعاف المدرس فايز الشنبري (في الاربعين من عمره) وأحد الطلاب الذي اغمي عليه عندما رأى منظر اطلاق النار على معلمه. ونقل المجني عليه الى مستشفى الملك عبدالعزيز بالعاصمة المقدسة حيث فارق الحياة بعد دخوله بنصف ساعة.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن هناك خلافًا عائليًّا بين القاتل والمجني عليه أدى إلى قيامه بتنفيذ جريمته. ومن المتوقع أن يتم تحويل كافة متعلقات القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام ممثلة بدائرة الاعتداء على النفس. وقال الناطق الاعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان أن الجريمة وقعت داخل المدرسة وتوفي المعلم بالمستشفى اثر اصابته بثلاث رصاصات في صدره. فيما أوضح مدير المستشفى الدكتور علي الأحمري بأن المعلم وصل متوفاً. مشيرًا إلى أن الجثة تولّى مسؤوليتها الطبيب الشرعي .
وعلمت “المدينة” ان الجاني كان مصابًا بمس وأن المجني عليه كان يقرأ عليه القرآن، وكان يسأل عنه عند دخوله فيما كان الضحية يصلي ركعتي الضحى في المصلى، وعند طلوعه الدرج واجهه فسلم عليه ثم اطلق عليه 3 طلقات احداها في درج المدرسة فيما اصابت الأخريان قلبه ورئتيه. ثم توجه الجاني الى غرفة الوكيل وجلس بها حتى جاءت الدوريات الامنية والقت القبض عليه.
وروى عدد من طلبة المدرسة مشاهداتهم للحادث حيث قال بشار بابكور ويوسف خياط ورائد المجنوني وصهيب عجب ان المعلم والذي يدرس مادة التربية الاسلامية كان يصلي ركعتي الضحى في العاشرة صباحًا، وصادف بعد الانتهاء من الصلاة وجود الجاني أمامه يقوم بالسلام عليه بحرارة وطلب منه الانفراد به رغبة منه في التحدث إليه وبعد ذلك وخلال ثوانٍ معدودة سمع صوت 3 طلقات أصابته الأولى، فيما انحرفت عنه الثانية لتستقر الثالثة بجسده. وبعد إصابة المعلم قام بالابتعاد عن الجاني متوجهًا تحت الدرج وأن الجاني كان يحدث نفسه وكأن شيئًا لم يكن وتوجه لمكتب وكيل المدرسة حيث جلس هناك واستمر يحدث نفسه بأنه لا يرغب في العيش في هذه الحياة الفانية، وواصل بحديثه ذلك حتى وصول الجهات الأمنية والذين توجهوا لغرفة الوكيل حيث مقر جلوس الجاني وتم اصطحابه وبحوزته المسدس دون أي مقاومة تذكر سوى أنه يمثل بنفسه بأن ما قام به أمر غير مستغرب منه.
وروى الطلاب مآثر الفقيد بأنه كان من خيرة المعلمين، وأنه دائمًا ما كان يوجه تلاميذه توجيهًا تربويًّا بالمحافظة على المبادئ الإسلامي كما أنه رحمه الله دائمًا ما كان يسعى في مساعدتهم ولا يألو في ذلك شيئًا كما أنهم دائمًا ما يشاهدون المعلم الشمبري وهو محافظ على أداء ركعتي الضحى والاهتمام بمن فقد والده أو والدته من الطلاب طالبين من الله عز وجل له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.
وعبر عدد كبير من زملاء وأصدقاء الفقيد عن بالغ حزنهم لمقتل المعلم الذي كان من احد الدعاة في مكة المكرمة وضواحيها وقراها. وقال أحد زملائه الذي كان على مقربة منه: إن القتيل ادى قبل مقتله بدقائق صلاة الضحى في مصلى المدرسة ليفاجأ بالقاتل في مبنى المدرسة يسأل عنه قبل أن يتدخل عدد من منسوبي المدرسة لردعه. وكان القاتل يشهر سلاحًا ناريًّا يحمله ليباغت الشنبري بـ 3 طلقات استقرت اثنتان في منطقة صدر وبطن المجني عليه.
يذكر أن الشيخ فايز الشنبري هو أحد خريجي كلية الدعوة بجامعة أم القرى عام 1415 هجرية، ويبلغ من العمر أربعين سنة ونيفًا، ويعمل معلمًا لمادة التربية الإسلامية في مدرسة أبي زيد الأنصاري لتحفيظ القرآن للمرحلة المتوسطة وثانوية. وللفقيد الكثير من الجهود الدعوية الكبيرة والمميزة وقيامه بإلقاء الكلمات التوعوية والإرشادية والسعي في الإصلاح بين الناس والعلاج بالرقية الشرعية. وعلمت «المدينة» عن طريق الاتصال ببعض خبراء الرقية الشرعية والذين أكدوا أن الشيطان يكون قوياً وحاضراً على الجسد الذي يتلبس به -أي الشخص المصاب والمريض بالمس- وقت الرقية، ويدير هذا الشيطان هذا الجسد. وأفادوا أن الشيطان له القدرة أن يحركه -أي الجسد- إذا كان قويًا ويدفعه -أي الجسد- لتحقيق الأغراض التي يريدها الشيطان عبر الجسد الذي يسكن فيه.
موضوع: مسلح” يقتحم مدرسة تحفيظ في مكة المكرمة ويقتل معلمًا 
