الأمير الحكيم...
أمير شهم و قائد عظيم... حقق انتصارات جليلة...
بسط العدل و الحب في قومه... سمع بانجازاته الداني و القاصي..
الجميع يكنون له الحب و الاحترام من سادة القوم و بسطائهم...
أميرة من العائلية الملكية... دعت أسياد القوم لتختار من بينهم شريك ملكها و حياتها..
نظمت لهذا الغرض حفلا فاخرا...
قرر الأمير أن يحضر الحفل في هيئة جندي بسيط في الجيش الملكي...
عند وصوله إلى مدخل القصر... منعه حراسه الدخول...
فطلب منهم ان يدعوه يجرب حظه... و أخبرهم بأنه من قوم يكنون له كل
الاحترام و المحبة .. يفرح لفرحهم و يحزن لحزنهم..
فجاءه رسول من الأميرة يطلب منه الانصراف... فهذا المقام ليس بمقامك...
فرجع إلى قصره.... و في المساء قرر العودة إلى الحفل بعدما لبس أبهى ثياب الملوك و الأمراء..
و تجمل بأغلى الحلي.... فلما رآه الحراس فسحوا له الطريق إلى باحة القصر حيث يجتمع فيها
سادة القوم و كبراؤهم... و استقبلته الأميرة بكل حفاوة شاكرة له حضوره و رغبتها أن يكون
شريك حياتها و مُلكها... قائلة له : تفضل يا سيد القوم قد رضينا بك زوجا و ملكا...
اقترب و اجلس بقربي على كرسي الملك...
فتقدم نحوها و بدلا أن يجلس قام بنزع ما كان عليه من أبهة الثياب و الحلي و و ضعها
على الكرسي قائلا : هنيئا لك ملكََك و شريك حياتك الجالس على الكرسي....
ثم ولى مدبرا في صمت...
واحتار الجمع من تصرفه و أصابتهم الدهشة و لم يفقهوا شيئا..
فنادته الأميرة قائلة : بالله عليك ماذا جرى... أزل حيرة تصرفك هذا عنا..؟
فالتفت إليها قائلا : جئتك في الصباح على هيئة جندي له باع في الحروب
و الانتصارات و الخُلق... فقلت.. ارجع فالمقام ليس بمقامك.... ثم عدت الآن على
هيئة أمير فأكرمتيني و رضيت أن أكون شريك حياتك ومُلكك و السبب راجع
لحلتي الفاخرة و الحلي الغالية و مكانة كأمير و إن كنت فاشلا في إمارتي...
في حين لم تشفع لك هيأتي كجندي ضحى من أجل أرضه و وطنه و شعبه
و ما نشره من حب و عدل و حرية و سلام..
لهذا و ضعتها على كرسي الملك فهي أحق من قيمي و انجازاتي في رأيك..
ثم رحل.... و خيم الصمت على الجمع من حكمة تصرفه و طرحه الميزان
الحقيقي في تقييم الأفراد..
مما راقى لى