۩۩● العفــــو والتســــــآمح ●۩۩●
العفو والصفح الجميل والتسامح
كلمات ترمز إلى صفاء ورقي روحي عالٍ ..
نرددها ونرددها مراراً وتكراراً حتى كلت أفواهنا من النطق بها
وسئمت آذاننا من سماعها ,
ولكن كم منا يرتقي بروحه إلى هذه المعاني ألأخلاقية النبيلة ؟!
وكم منا حاول أن يصل بروحه لنيل هذا النُبل ألاخلاقي ؟
وكلنا عندما نخطأ نحتاج إلى العفو والى من يمتلك روح سمحة
تصفح وتتجاوز وتغض عن المحاسبة لنا .
ولكن هل هذه المعاني تبقى كما هي من القوة والثبات في أرواحنا
عندما يخطئ ألاخرون بحقنا ويعتدون علينا سواءً كان بقصد أو من غير قصد ؟
هل ستبقى نفس روح التسامح والعفو في داخلنا
عندما نتعامل مع هولاء المساكين الذين أخطئوا بحقنا ؟!
هل سنسامح ونترك العتب الفظ ؟
أم سنطلق عقيرتنا بالعتب الصارخ والتأنيب الجارح ؟!
لا أعرف.. أن كنا في كل مرة يخطأ غيرنا
سوف نكون بهذا المستوى من الرقي الروحي ,
ولكن ما أدركه من نفسي أني أحاول أن أكون مسامحة
وغير مجادلة أو معاتبة أو خائضة بمتاهات أللغو الرخيص الذي
لا يزيد الأمور أِلا تعقيداً والأحقاد ألا اتقاداً في نفوسنا ...
أني أحاول ..وفي كل مرة أغضب فيها على ألآخرين ..
أن أصنع مرآة عاكسة لمشاعر المخطئ بحقي ..
مرآة ألاغتفار تصور المخطئ داخل نفسي بعد ألاعتراف بالخطاء ,
والرجوع إلى الحق بعد جنوحه للباطل ..أني أحاول أن أفهم مشاعر
ألآخرين عند طلبهم للسماح بعد طلب المغفرة من الله تعالى .
وعندما يشتد أمر نفسي ألأمارة بالسوء التي تأمرني عندها
بالقطيعة والخصام بعد أن زين لها الشيطان حُب ذلك ..
أتذكر الله سبحانه وتعالى ومغفرته لنا وحلمه على جهلنا ,
وأتذكر كيف أن الله تعالى بقوته وعزته عندما يخطئ عبده بل حتى عندما
يأثم في تجاوز حد من حدوده فيدرك العبد هذا الخطاء أو ألاثم ,
فيرجع لائماً نفسه تائباً ,
يطلب من الله تعالى التوبة .فيصفح سبحانه عنه ويغفر له زلته أو أثمه ..
وهو الله القوي المتعال الغني عن عبده الضعيف
وذاك المستغفر التائب هو العبد الضعيف الفقير لربه المحتاج له دوماً..
أو ليس ألأجدر بنا نحن الضعاف الذين بأشد الحاجة ..
بعد الله تعالى ..إلى بعضنا البعض والتراحم بيننا ..
أن نصفح الصفح الجميل وأن يسامح بعضنا البعض ,
وأن لا نتمادى في إصرارنا على العقاب وعلى عدم التجاوز عن
الخطاء بدون تأنيب .
فنحن اليوم نسامح ونصفح وغداً نحن نحتاج إلى من يسامحنا
ويصفح عنا ويصدق ندمنا ويقبل اعتذارنا ,
ويفتح لنا صدره رحباً لا حقد فيه ولا غل ,كما فتح الله تعالى
أبواب مغفرته ورحمته لنا من قبل .
وأنت أخي المسلم عندما يخطاء أخوك المسلم بحقك
ما عليك ألا أن تتذكر أو حتى أن تحاول أن تتذكر قوله تعالى
مخاطباً أخواننا الذين سبقونا في ألإيمان
{ وليعفوا وليصفحوا , ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم }...
فلعلك أخي تهدئ ثائرتك وتصفو روحك فتعفو وتصفح
فتفوز بأخٍ لك اهتدى بعد تيه وعقل من بعد جهل ..
والله ولي المؤمنين..
أتمنــــى لكـــم الأفـــآده ولـ أستفــــآده ..
تحيـــــآتــــــي لكـــــم ..