لو زارك الحنين ذات يومٍ
هل سـَ تجنُ مثلي ؟
هل سيبكي بكاؤكَ مثلي ؟
إلى درجةِ أنكَ تتساءل
أتُراني أبتسمتُ يوماً !
أو
إلى درجةِ أنك تؤمن بأن الفرح شيئاً
جميلاً
استثنائياً
رائعاً
لكنهُ خُلقَ معي وذهب معي !
لو زارك الحنين ذات يومٍ
ورأيت أطفالي الذين حلمتَ بأن يكونوا من صُلبِك
وكانَ أباهم رجلاً آخراً غيرك !
فترى
ملامحي في وجوههم
وتشتمُ
رائحتي على ملابسهم
أتُراكَ ستحتضنهم وكأنهم
بعضك الذي قد سُرقَ منك !
لو زارك الحنين ذاتَ يومٍ
ووقفت أمام المرآة
وأحصيت كل الأماكن التي
قبلتكَ بها
ولآمستكَ بها
ووضعت رأسي عليها
وتمنيت حينها أن لا تصحو
و تمنيتُ أنا أن لا أصحو
فـَ تُرعبك الحقيقة
لتكتشفَ بأنك لستَ إلاَّ وحدك تنظرُ إلى المرآة
أسـَ تسقطُ واقفاً !
لو زارك الحنين ذات يومٍ
وكُنتَ معها
وكانت معك
فـَ سافرت بروحكَ عنها
إلى البعيد
وتذكرت كيف كان وجهي ينام على كتفيك
أ سـَ تختبيءُ منها ؟
وتُخبرها بأنك ذاهبٌ لدقائق
فـَ تهرب بسيلِ عينيك
لكي لاتسألك
وتنحر صبرك
وتكشف سرك
فـَ تبديّ لها بأني .. ؟
لو زاركَ الحنين ذاتَ يومٍ
فـ تذكرت عطري
هل سـَ تطارد رائحته في كُلِ الأسواق
لتفتش عنه وتبتاعه
بجنونِ مُدمنٍ يبحث عن جرعته
ثم تجدهُ
وترشه بهوسٍ على وسادتك التي تنام بها !
لوزاركَ الحنين ذات يومٍ
وكنتَ نائماً وأستيقظت مفجوعاً
على واقعِ رحيلي
أتُراكَ سـَ تعود إلى نومك
مُتمنياً بأن تكون
نومتكَ الأخيرة !
ومثواك الأخير
لو زاركَ الحنين يوماً
سـَ تنظرُ إلى عينيه ..
وسـَ يصرخ بكلِ مالديه..
ولن تُصغي ياحبيبي
ولن تُصغي يارفيقي
يوماً إليه .
.....
خبر عاجل : احترازات أمنية خوفاً من زلازل اخرى قد تضرب الأراضي السعودية .
" جريدة قرأتها هذا الصباح "
يالله
كم تذكرتكَ عندما قرأتها
فكم كُنتَ انانياً انت
وكم كُنتُ ساذجةً انا
فـَ منذُ سنوااااتٍ وانا استيقظ على طوفانِ رحيلك !
لم اخذ يوماً احترازاتي الأمنية من كارثةِ فراقك
ولم تعطنِ حقي في النسيانِ او النزوح
للبحث عن ملجئٍ أجمع بهِ شتاتي , واهرب إليه بذعرِ سربٍ من الطيور فرَّا من انيابِ الشتاء
سنواااااااتٌ
عجافٌ مرت ..
واعلمُ بأنكَ فرحةَ عمري التي لم ولن تتكرر
سنواااات
وزلازلكَ لازالت
تضرب
تضرب
تضرب !
سنواااااات
وتعساً ..
لازلتُ أحبك !!
..........
( إنتحار لذاكرةٍ ما .. )
لاتتحداني
سـَ اضع بندقية النسيان في ثغرِ ذاكرتي ,
ولن اتردد في الضغطِ على الزناد " مُبتسمةً " !
وليمرَ صوت الرصاصِ في اذنيّ
ناعماً كـَ حلم
وليرافق النسيان صلواتي اينما اصاب … اينما اصاب!
يااااه
عندها فقط
سـَ انزفكَ كثيراً كثيراً …….
وابارك احتضارك المجيد بداخلي
فـَ لتنسلخ
ذكريات جسدك من جسدي
ولتتبخر
رائحة عطركَ من انفي
وليمت
طعم شفتيكَ في فمي
لأنني احببتكَ كما لم تكن تحلمُ يوماً
سـَ أنساك كما لو لم تكن من قبل ..!
اُحبُك
والآن اعترفُ لك
بأن نسيانكَ هو كل مالم استطعه
وذكراك كل ما استطيع
الآن اعترفُ لك
بعد ان غادر سيّاف الفراق
ورحل كل اولئكَ الذين قادوني لحتفي
وشهدوا صلبي
في ساحةِ الفراق
وتركوني
مضرجةً بخيباتي
الآن احبك واعترفُ لك
وانا انزف
فرحي
واحلامي
ودمائي
وكلَّ شيءٍ
وكلَّ شيءٍ
انزفهُ
سوااااااك …
فـَ كيف انساك … ؟