هَا أنا اليُوم أكتُب إليك وأنا فِي الدَرك الأسْفل مِن الوَجع تَدفعُني الحَاجة للكِتابة وقَد أقسَمت مُسبقاً أن لا أكتُبك مُجدداً . .
أكتُب وأنا عَلى يَقين أن الأقلام بَاتت أقوى مِني وأن أناملي لا حُول لها ولا قُوة سِوى الخضوع لِمعركة بيننا
لأن القَلم يأبَى مُلازمتي وأنا إن لَم أكتُب فَأنا أختَنِق / لا أكسُجين لا ثانِي أكسِيد الكَربُون إذا المُوت لا مُحالة . . .
أكتُب للمَرة المَائة وسَبعون ندماً وعَلّها المَرة الأخِيرة فإن كَان نَزف الأقلام يَجُف ويُسْتبدل فأخبِرنِي
مَاء كَرامتِي وصَبرِي الذي نَزف لَك كَثيراً حِين يجُف أنّى لي غِيره . . !
أقِف اليُوم عَلى أطلالِ الخِيبات وأجمَع حَصاد عُمر حُبنا لأجد ثَلاثة أربَاع الوجَع أنتْ والرّبع البَاقي الغِياب وأبكِي ألماً
والغِياب هُو الغياب وشَتائِم الحُنين تَلفني كَلعنةٍ لا بُد لها مِن اللقاء حِين وَسوسَت لي الأيام بِعُودتك وشَهقت أملاً ولا شِيء يُوحِي للإستِجابة . . . لا شِيء
أقَبعُ وَحدِي في الزَوايا والمُنخفضَات والظَلام وأتسَكّع في أزقة الغِياب أصرُخ في عَتمة الأيام الخَاوية ولا شِيء
يُسمع أنتظِر الصَدى ومَالصدىَ إلا صُوتك الحاني . . .
صوتُك . . ! أنا لا أسمَعك لا أسمَع إلا نِياح أشيائي . . وَحدِي لا أصْدِقاء لا أقَارْب لا وَطن لا مَنزل لا حَبيب
ولا أعْلم مَابقي بٍداخلي ويُحزنني أنِي مَاعِدتُ أنثى اليَاسَمين الشّقية فَأسْتجدِي المُوت لِـ أرافقه فَ ينتَحِر المُوت دون أن يأخذني معه فَأعايش الموت ولا أموت . .
مَا زِلنا صِغاراً وأحلامنا كَادت تَكبر مَعنا شَنقتها قَبل أن تَبلغ شَنقتها صِغاراً وكَأنمَا لُو لَم تُطعِمها يُوماً
طالما تمنينا أن نَكبُر سوياً لكن هَاهي الأحلام تَموت بخاصرتي جُوعاً وأنا أسُوق رُوحي إلى دروب الوهم عَلنا نَلتقي وننجب أحلاماُ جَديدة / جميلة ونحققها سوياً . .
يا وَجعي المُزمن لِم أنت مَليء بحَكايا الخوف والأرق ولمَ يتآمر الجميع معك حين غيابك فَلا أحَد يَفهم حُزني ولا أحَد يريدني
ولا أحَد يتَقبل شُحوب وجهٍي ولا أحَد يأخذ بِيدي بِت لَعنة عَلى الجَميع ليس فَقط عَلى نفسِي . .
مَن زيّن لك الرّحِيل . . !
تَهجُرني لِـ أمرٍ لا أَعلمُه وتَصِلنِي لِـ تُشقِيني أنتَ لَم تعد قَادر عَلى الإحتفاظ بِي ولا تَستطيع تَجاوزي أبداً
وأصبحت تُؤلمني لتُؤلِم رُوحك فَتبكي حُباً وأبكِي شَقاءً , لا أعلَم مَا حَل بك أصبَحت مَرضاً خبيثاً يُلازمني ويَصعَبُ الفَكاك مِنه . .
تترُكني لِـ تعبث الرّيح بِعَلاقتنا وكَأنك تُشّكِل مِن الغِياب مَصيدَة مُوتي . .
لِم تبصُقني فِي قَارِعة طَريق الغِياب وأنتَ تَعلم أن لا طائِل لِي بَعدُك سِوى الأحْزان تُعربد فوق صَدري . . !
و لِكي أنسَاك أحْتاج أن أمُوت أو أنَ أتقيأ ذاكِرتي . .
فقَد كُنت طِفلةً بين يَديك وهَرمتُ دُون أن أبلُغ سِن المُراهقة وَهَرمَت أوجَاعِي مَعي لِـ أرى أطفَال الخِيبه في حُضنِي يَتكاثُرُون فَأنُوح عَلى هَجرِك البَغيض وَأنت لاهٍ . .
أيهُا الغَائب الحَاضر . .
لَم أقصِر مَعك يُوماً وكنت دوماُ تصرخ في وجهي حين أعَاتِبك : مقصِرةً أنتي وفِي الوَاقع أنت تَندب رُجولتك
التي مَا أسْتاطعت رَد الجَميل لِفتاةٍ تَصغرك سِناً أسْتطاعت أن تَغدقك بِكرم حُبها وشَرفِها ووفَائها وتَضحياتها لِـ رِجُلٍ لا يسْتحقها
ولكِنه بِعين قَلبها لا أحَد يَستحِقها سِواه أنا لَم أحزَن عَلى عُمري الضَائع مَعك ولا سَنوات العِشق الجَميل ولا عَلى حَظي الرّدِيء
ولا عَلى خذلانُك إِياي مَا أحْزنني هُو أني أحبَبتُ رَجلاً حَد اللاحَد ولا أحتَمل أن أكُون بِلا هُو بَعد أن كَان لي كُل الحَياة . . المُوت. . .
مُعلقة أنا عَلى صَدر الغِياب ومُترنحة بِين أن أرحل أو أنتظِركَ عَلى مَأدبة أوجاعي وجُل مَا أخشاه أن يلقِفني المُوت قَبل أن نَعيش عُمراً مَعاً
ولولا خُوفي ذَا لَرحَلتُ حِيث اللاحُب واللاغِياب واللاإهْمال واللاإنتِظار لَكنها جوارحي أشَاحَت عَني تَنتظِر حَبيباً مَاجَاء ولنْ يَجيء . .
كبَيرة خِيبتَي بِك والله كَبيرة . .
هَا أوجَاعي صَارت مُكركبة على غَير العَادة كُنت أوضِبها في حَقائب المُوت وفَاضَت حَقائِبي وحِين غادَرتنِي أنت مُلِئت حُقائبك بِي وبِقلبِي وذاكِرَتي وعَافيتي
لِـ أبقَى وحَدي خَاوية مِنك ومِني ومِن عُمرٍ كَان ينبَغِي أن أعِيشهُ بِسَلام . .
وهَا سَاعتي وعَقاربها الكَئيبة التِي تُشعِرني بالغَثيان تدُور وتَعود مَلايين المَرات وأنتَ لمْ تَجيء
وها أنا رُغم فُراقِنا مَازِلت أتلُو آيات اللِقاء وأرَدِد : أعُوذ بالله ثلاثاً مِن فُراقِنا . . .
يَنقُصنِي الكَثير يا (...........) . .
اليُوم تَنقصنِي القُوة لِـ تَجاوُزك / نِسيانك . . والجُرأة للرّقصَ عَارية مِن ذَاكرتي فَوق جثة خِذلانك لي
وأن أسْكُب عُليك أقداح الذاكِرة المَمَلوءة بِنَدبات عُلقت على جَبين حُبي لك وأحتَسِيتها أنا في غِيابك كَثيراً
وأن أغنِي لك أغاني المُوت ذاتها الأغاني التي غَنيتها وَحدي بِحُنجرة أنِيني حِين أفتقدتك . . . وقَبل أن أختم تِلك الأغاني
أغرس كَعب حِذائي فِي عُمق قلبك كَما نَخرت قَلبي يا أنت . . .
سَئمت كُوني الفَتاة الأرمَلة مِن عَشيق لها مَازال على قِيد الحَياة . .
لَستُ قَوية بِما يَكفي لِـ تحمُل المَزيد , يَكفيك فَخراً أني أعْترِف بإنهِزامَاتي الذَريعَة أمَامِك وأني وَالله لا قُدرَة لي على الصُمود أكثر أمَام مَخاض الصَمت
وأن الجِراح المَرصُونة فِي قَلبي أخشَى فَتقها , لَستُ بحاجةً للمَزيد مِن الوَجع . . .
بَعدك . .
بَعدك : الصَّمت تَأشيرَة الجَميع لمُحادثتِي يَرون فِي عِيني اليُمنى وَجعاً يطيل الحَديث فيه / لا وَقت لَهم , وعِيني اليُسرى إنكِساراً عَظيماً للحَد الذي يُخرس مَن يَراها
بَعدك : حَنيني لَك مَركون مع إحتِياجي لايُبرِحَان السَاكن أيسَر صَدري وكُل الأوجاعَ تئُن . .
بَعدك : فَارغة وكل الأشْيَاء مُتزاحِمة في تيَار الغِياب أنا واللِيل والمَرض والأغانِي ..
بَعدُك : وَحده الأرق والبُكاء يُضاجِعاني كل ليلة . .
رُغم أنك مَن سَلبنِي الفَرح وأهدَر الكَثير مِن عُمري وعَافيتي وَوقتِي وأضَرمتَ النَار في جَسدِي إلا أنِي حَزينة لأجلك
أشعُر بِأنك رُغم خِياناتُك وسَفرِك وأشيَائك اللاأَعلَم عَنها وتَعلمَها أنت مَازلت تائِه بِدُوني . . أوَدُ أنَ أُقبِل قَلبك
وأطَمئِنك أنِي مَازِلت أُنثاك التي أحَبتكَ يُوماُ ومَازالت تُحِبك وسَتحبك غداً وأني مَازِلت عَلى قِيد الإنتظار . .
وأني كَما آمنت بِغيابك وأنه أبشَع أقداري مُؤمنة أيضاً بِعودتك . .
أرَى حَياتِي تَدنسَت بِ خَطايا الحُب ولكِي أحَلِق في سَرب المَغفُور لَهُم يَجِب أن أقسَى لأتجَرد أمَامك مِن الحُب العَميق الذِي أدُسَه بِين ظفائِر اليُتم والإِحتياج
وأن أتقمَص أمَام عُودتك اللامُبالاة . .
لكن مَخالِب الحَنين تَنهِش رُوحي ويَربِض عَلى صَدري حُزن ثقيل . .
فَأرغب أنْ أرشُق الِلقاءات في ظهرِك عَلها تَزيدك حَنينا للمَاضي وترُدكَ لِي فَوالله إنكَ مَصلُوبٌ فِي ذاكِرتي وقَلبي ولَن يَأخذك النِسيان مِني . .
لَم يُعلِمني الغِياب إلا إنتِمائي إليك وأنِي بُدونك تِائهة في زُوبَعة آلامِي وأن غِيابك لِيس إلا خَرائِب الأزَل . .
مَاذا لو عُدت إلِي ولفَفَت ذراعَا الحُب حُول خاصِرتِي . . !
ماذا لو أعَدنا تَرتِيب أحلامِنا فَوالله أنِي أشتَهِي أن تَعُود دُون أن تُؤلِمني , عُودةً بِلا غِياب . . !
بِحَاجة لِـ الإرتِمَاء عَلى صَدرِك
وأن أبكِي حَتى نِسيَان وَجِع وأحتَضِنك بشِده وأن أنظُر إليك بِحنينٍ كَحَنين الأرضَ للمَطر والسَماء , وأقَبلك وأبَكِي بُكاءً يَشفِي غَليلِي
وَأخبِرك بِرِواياتٍ مُمِلة حَدثت بَعدك وأنِي مَعك فِي الحُب قَد بَلغتُ مِن الوَجع عَتياً . .
ثِم دَثرنِي بِك حَتى نُشكِل جَسداً واحِداً ياحُباً صَادِقاً مَاشَككتُ فِيه يُوماً وَ دَع قربُك يَقيني بُؤس الحَياة . .
مَملوءَةٌ أنا بِالشُوق لِك وأشَتاقُك كَما لُو لَم يَشتاق أحَداً قَبلِي وأحَتاجُك كَثيراً , فَ تَفاصِيل حَياتي يَتميةٌ بِلا أنت . .
كِيف كُنا حَبيبي وكِيف أصبَحنا لا أحَد يُشبِهنا لا أحَد يُشبِهك لا أحد يُشبهك . .
منقولللللللللل