بسم الله الرحمن الرحيم
الاطفال والغضب
من طبيعة الانسان ان يضحك عندما يسمع شيئا يستدعي الظحك ويكون مردود ذلك الشعور بالراحة النفسية لفترة معينة وقد يبكي الشخص ويحزن حين يرى شيئا او يسمع خبرا يحزنه كوفاة قريب او صديق او حدوث مصيبة لم تكن متوقعة ولتلك الحالة مردودها وهو ان الشخص قد يعزف عن الكلام مع الغير ويفضل ان يكون في عزلة عن الناس وقد يمتنع عن الطعام لفترة مما يؤدي الى عدم استقرار حالته الصحية والحالة الثالثة هي ان الانسان عندما يسمع شيئا لا يحبة او يؤمر بالقيام بعمل لا يود القيام به او يوجه له كلام يثير شعوره اويمنع عنه شيئا هو في حاجة او رغبة اليه فيكون رد فعل ذلك هو الغضب وهذه الحاله التي سنتناول الكلام عنها ونحاول ان نعرف بعض مسبباتها كالغضب وبعض المشاكل التي تنتج عنها ونحاول ان نتعرف على بعض الطرق لتلافي الغضب .
الغضب حالة رد فعل لامر لا ترتاح له النفس او قد لا يتناسب مع التفكير واحيانا يكون رد الفعل هو الكبت ومحاولة عدم اظهار العضب لكي لا يجرح شعور الشخص الصادر منه الفعل اما لقرابته او كبر سنه او مركزه وقد يكون رد الفعل للغضب في الحال واظهاره والتعبير عنه بالصراخ والبكاء ورفع الصوت واحيانا يكون رد الفعل هو قذف او تكسير ماقد يكون في متناول يده .
وفي حياة الانسان القديم لعب الغضب دورا حيويا بحيث ان ذلك الانسان كان يحتاج للقوه الجسدية لتحطيم ما قد يهدد بقاءه وعدم استقراره وبذلك يكون الخطر غالبا على مصدر الغضب أي انه في بعض الحالات يكون رد فعل الانسان الغاضب هو القتل للتخلص من الشخص الذي اغضبه واثار حنقة اما اليوم فتلك حالات نادرة ترجع الى استتباب الامن واستقراره ووجود من يقوم بالحكم واخذ الحق من الظالم للمظلوم فيفكر الشخص الغاضب في مصيره قبل ان يقدم على رد فعل قد يؤدي بحياته الى الموت بذلك يكون رد الفعل على الشخص الغاضب اكثر تاثيرا منه على مصدر الغضب أي انه قد يؤذي نفسه بكتم غضبه مما يكون له نتائج سيئه عليه شخصيا فالغضب حاله نفسيه تنمو مع الشخص منذ طفولته وتتطور معه اذا لم توجد الطريقة الصحيحه للتخلص منها .
وقد قام كثير من العلماء المهتمين بعلم النفس بمحاولة عمل دراسة وبحوث عن الغضب ومعرفة مسبباته ومدى اختلاف حلاته والطرق التي يمكن بها تحسين وضع الانسان كثير الغضب وكان احد هؤلاء العلماء المهتمين بدراسة نفسيات الاطفال قد طلب من عدد من الامهات ان يراقبن اطفالهن عندما يكونوا في حالة غضب وان يحاولن تسجيل ملاحظاتهن عن كيفية حوث هذه الحالة وما هي الاسباب التي تؤدي الى تهدئتها وكيف تنتهي تلك الحالة وبعد قيام الامهات بما طلبه منهن ذلك العالم ظهرت النتائج بان مسببات الغضب واثارة شعور الاطفال هو محاولة معاكسة رغباتهم وعدم موافقتهم على الاشياء التي يطلبونها او يودون القيام بها فيكون الانتقام هو رد الفعل الذي يقوم به عدد منهم .. وتزداد حالة الانتقام كلما تقدم الظفل في السن وقد قدم بعض الامهات شرحا عن الطرق التي استعملنها لمحاولة القضاء على الغضب فمنها ان الطفل الغاضب عندما يضرب ضربة خفيفة على موخرة الراس قريبا من الرقبه فتلك الطريقه تخفف من حدة العضب لدى الاطفال والبعض من الامهات كن يلبين رغبات اطفالهن اما البعض الاخر فكن يتجاهلن أي شيء يطلبه الطفل في حالة غضبه حتى لو لجأ الى البكاء والصياح فنحن نود ان نعرف أي من هذه الطرق هي الاحسن ولكن قبل اتخاذ القرار نود ان نلقي نظرة على تحليل قام به بعض القائمين على علم النفس وايجاد الاجابه على بعض الاسئلة التي بموجبها نعين الطريقة الصحيحه لمعالجة هذه الحاله فاذا كان السؤال هو هل احسن طريقة هي طريقة الاسراع في انهاء ازمه الغضب ..؟ عندما يكون الجواب نعم فتكون تلبية رغبة الطفل واعطاءه ما يريد وتحقيق رغبته ومحاولة جذب انتباهه الى امر اخر غير الامر الذي اثار غضبه تكون هذه هي الطريقة مفيده احيانا اما اذا كان السؤال هو هل احسن الطرق هي الطريقة التي تقلل عدد مرات الغضب ..؟ فالطريقة السابقة تكون غير صحيحة وغير مفيده فالامهات اللواتي قمن بتلبية رغبات اطفالهن واعطائهم ما ارادوا وجدن ان الاطفال كانوا اكثر عددا في امرات الغضب من الاطفال الذين لم تستعمل معهم تلك الطريقة او الاطفال الذين يضربون على مؤخرة رؤسهم ضربا خفيفا بحيث ان غضبهم لا ينتهي بسرعه لكنهم اقل عددا في مرات غضبهم واذا كان السؤال هو هل احسن الطرق هي الطريقة التي يكون لها اقل مايمكن من الاثار السيئة كالاكتئاب ولانطواء فتتكون طريقة الضرب على مؤخرة الراس من اسوا الطرق لانها تكون من الاسباب التي تؤدي الى عبوس الطفل وعدم ارتياحه ومن ثم يكون من الصعب ايجاد طريقة موحده لمحاولة منع الطفل من الغضب .
لكن الدراسات المختلفة اثبتت طريقة تربية الوالدين يكون لها اثرها الكبير في تخفيف حالة الغضب لدى الاطفال ففي حاله الضرب على مؤخرة الراس تكون سليمة واذا ما استخدمت بالطريقة الصحيحة بحيث لا تؤدي الى ازعاج الطفل وايلامه والطريقة الاخرى هي محاولة تجاهل الاطفال في حالة غضبهم وعدم تلبية رغباتهم فالطفل عندم يود الحصول على شي ء ما يكون سلاحه الوحيد هو البكاء بشره وبتلك الطريقه يفكر انه يستطيع جلب انتباه الاخرين والاستحواذ على قلوبهم يعطفون عليه ويلبون رغباته ولكنه سوف يستعمل تلك الطريفه كلما اراد الحصول على شيء بعكس الطفل الذي اذا قام بطلب شيء وتلاه بالبكاء واحيانا يقوم برمي نفسه على الارض فاحسن طريقة هي تجاهله لانه سيحس بان احد لم ينتبه له وانه بتلك الطريقة لن يحصل على م****د ويكف عن البكاء والغضب ولا يحاول استخدام تلك الطرية مره اخرى الانها لم تجد معه في المره الاولى .
بعض البحوث اثبتت ان هدوء الاباء وتسامحهم وسعة صدورهم يكون لها الاثر الكبير في عدم اغضاب الاطفال وقد قال العالم الذي قام بالبحث (( اذا كنا حريصين على ان يكون اطفالنا هادئي الطبع في معظم الاحيان وان يوفروا غضبهم للظروف التي يكون فيها الغضب مشروعا نجد ان نجاحنا يكون اكبر اذا واجهنا انتباهنا للمؤثرات ولاوضاع التي تثير الهيجان ))
ان الغضب ينفجر حين تعاق رغبه كبيرة هامه او يعاكس دافع .. ان عالمنا عالم هام يعيش فيه خلق كثير والطفل الذي لا يتعلم التلاؤم مع رغبات غيره وحقوقهم ويصر على تحقيق رغباته الخاصه مهما كلف الثمن مثل هذا الطفل حري بمواجهة الصعوبات يتجنبها عادة الطفل الذي يعرف معنى التعاون ومن اهم الاشياء التي يجب على الانسان الغاضب عملها هو ان يحاول عدم الاحتفاظ بغضبه وان ينفس عن نفسة بمزاولة عمل عضلي او ذهني يبعده عن غضبه ويحاول التعرف على الاشياء التي قد تثير غضبه لكي يتجنبها وان يحاول ان يتحكم في نفسه في مختلف الحالات حتى الو ارغم على القيام بعمل لا يود القيام به وان وجهت له اهانه عليه ان يتحملها لان الغضب قد يؤدي به الى التصرف بسلوك غير مناسب مما قد يجعل المشكله اكثر تعقيدا واذا ما حاول الانسان معرفة كيفية تعامله مع الاخرين فالغضب لا يمكن ان يواجه بالغضب فاحيانا عندما يغضب انسان وتقابله بنفس طيبة يخفف ذلك من حدة غضبه ويجعله يتراجع عن القيام بفعل قد عزم على القيام به ومحاولة جيده للتخلص من الغضب .. والوالدان قد يكونا اكثر الناس عرضه للغضب لدى قيام اطفالهم باعمال لا يرضونها عليهم حل المشكله دون اللجوء الى التوبيخ والسخريه لا ن ذلك قد يتسبب في عناد الطفل ولاكثار من الاعمال التي تغضب والديه واذ انه يعتقد انه بتلك الطريقه يتعبهم ويؤذيهم .. وعلينا محاولة التحكم في نفسنا وقت الغضب واتباع قوله عليه الصلاه والسلام (( ليس الشديد بالصرعه انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) .
موضوع: الأطفال والغضب 
