يقال: (كيد النساء لا يفوق كيد الرجال فحسب ، بل يفوق كيد ابليس)...!!!
فقد تراهنت امرأة مع إبليس ، أن كيدها يفوق كيده ، وأخبرها أنه سيعترف لها بذلك ، إن استطاعت أن تفعل ما يفوق فعله ، فذهبت إلى شاب وأعطته بعض النقود ، على أن يتبعها لبعض الوقت ولا يسألها عمّا تفعله ، وذهبت إلى تاجرٍ ، تعلم كم جمال وحُسُن زوجته ، وأخبرته أن لها ولدا عاقا ، يشتمها ويضربها ، ولا يحترم شيبتها ، وهو يعشق امرأة جميلة ، ويتودد إليها ، ويريد أن يقدم لها هدية تليق بها ...!!!
وطلبت منه أن ينتقي لها هدية تليق بها حسب ذوقه ، وخبرته بأذواق النساء اللواتي يشترين منه كل يوم ...!!
وبالفعل اختار لها قطعة قماش رائعة ، نقدته الثمن وخرجت بوجهتها إلي بيت التاجر ، وكانت زوجته في تلك اللحظة تقف على الشباك ، فتظاهرت أنها تعثرت بحجر ، وسقطت على الأرض ، فهرولت زوجة التاجر إليها وأقالت عثرتها ، واصطحبتها إلى بيتها ، لترد لها روعها ...!!
وأجلستها ، ودخلت إلى المطبخ لتعد لها شيئا تشربه ، فغافلتها ودخلت إلى غرفة النوم ، ودست قطعة القماش تحت وسادة التاجر حيث ينام ، وخرجت دون أن تدع الزوجة تحس بها ، حتى أنهت عملها وأتتها بمشروب الضيافة ، شربته شاكرة ، واستأذنت وخرجت ، عائدة إلى بيتها حتى المساء ، الوقت الذي يعود به التاجر إلى بيته ...!!
وهناك ربضت قرب بيته كالقط الصبور الذي لا يفوته صيده ، حتى دخل إلى بيته ، وذهب يتمدد على سريره قليلا ريثما تتم زوجته تحضير الطعام ...!!!
وتفاجئ بشيء تحت وسادته ، فأخرج الصرة وفتحها ، فإذا بها قطعة القماش التي اشترتها العجوز هدية لعشيقة إبنها ...!!!
وغلي الدم في دماغه ، وصار النور في وجهه ظلاما ، فصرخ على زوجته مناديا ، ورمى عليها يمين الطلاق وأمرها أن تغادر البيت من فورها ، أمام دهشتها وعدم إدراكها ما حدث ، فالمشهد غريب جدا ، وحدث متسارع ، يفوق الوعي والإدراك ...!!
ولم تجد بدا من التنفيذ ، فخرجت والدموع تفيض من عينيها بلا توقف ، فتلقفتها العجوز ، وسألتها عما حدث ، فأخبرتها عن سلوك زوجها الغريب ، وهي التي عاشت معه أجمل أيام حياتها ، كيف يحدث منه ما حدث ...!!
وادعت العجوز الأسف ، ولعنت صنف الرجال ، ونصحتها أن تأخذها معها إلى بيتها تبيت معها ، و(الصباح رباح) تذهب إلى بيت أهلها وتكتم عنهم ما حدث ...!!
وانصاعت السيدة لرأي العجوز ، وذهبت معها إلى بيتها ، وعرفتها إلى الشاب أنه إبنها الوحيد ، وهو سيكون في حجرة أخرى ، ولا يقترب منها ...!!!
وهكذا كان ، وانسلت العجوز وذهبت إلى دار الشرطة ، وتقدمت بشكوى على شاب وامرأة إقتحما عليها بيتها ، مستغلان شيخوختها وضعف جسمها ليمارسان الفاحشة في بيتها ، وهي تطلب العدالة والحماية ...!!!
وهكذا اقتحم رجال الحرس البيت ، واقتادوا الشاب والفتاة إلى السجن ، ليعرضاهما على القاضي في اليوم التالي ...!!
وسألت إبليس عن رأيه بما فعلت ، وهي قد ربطت ، فهل يستطيع أن يحل ؟؟
فأخبرها إبليس أن المشكلة بالحل وليست بالربط ، وعليها أن تحل ما ربطت لتحصل على اللقب بامتياز، ويعترف لها بالكيد ...!!
ولبست في اليوم التالي لباسا غامضا ، وحملت عل رأسها حاجة معينة ، وذهبت إلى دار الشرطة ، وطلبت مقابلة إمرأة لديهم ، فسُمِح لها ، فدخلت واستبدلت ملابس زوجة التاجر بملابسها ، وجعلتها تحمل الغرض الذي جاءت به على رأسها ، وتغادر بدلا منها ، وتذهب إلى بيت أهلها ، حتى يعود زوجها ليعيدها إلى بيتهما من جديد ، وعندما تم عرضهما على القاضي ، بكت العجوز بين يديه من الظلم الذي نالها من حماة الناس وحُرّاس الأمن والعدالة ، الذين يقتحمون بيوت الناس ، ويسجنون عجوزا وابنها دون ذنب ارتكباه...!!!
وبما أن الوقائع تشير إلى صدق العجوز ، فقد أمر القاضي بإخلاء سبيل العجوز وابنها ، ومحاسبة الحرّاس الذين اقترفوا ذلك الخطأ الشنيع...!!!
وفور خروجهما من السجن ، سَرّحَت الشاب المُستاجر ، وذهبت من فورها إلى التاجر الذي كان مسطولا ولا يكاد يعي شيئا ، وطلبت منه قطعة قماش أخرى لعشيقة ابنها ، لأنها دخلت بيت امرأة شريفة عفيفة أقالت عثرتها ، ونسيت تلك القطعة في بيتها ...!!!
وهنا أشرق وجه التاجر ، وبدت الفرحة عليه ، وأعطاها قطعة أخرى هدية منه ، وما أن خرجت حتى أغلق متجره وهرع إلى بيت أهل زوجته ، حيث اعتذر ، وأعادها إلى بيتها معززة مكرمة ، راجيا العفو والسماح ... !!!
وهنا اقترب إبليس من العجوز وقبل الأرض بين يديها ، واعترف لها بالغلبة والقوة ، والسيادة والريادة ، وأن كيدها غلب كيده ...!!!!