لم تكن ليلة ذات شجـن ..أو فرح ..
ليلة مرة وتركت ورآهـا وادي من الأسئلة المتهتكـة ..
لمَ يشبهُ ألمهــا وبوحها بعضاً منيّ ..لا بل كليّ ..؟
أ لأن كلتانا نهلت من نفس مورد الحُب الموبوء بلهفتنا المتمردة على الوقت ..
ولم نطق صبراً حتى تجود السمـاء بماء يشفي قرح القلوب ..؟
/
/
/
عشرٌ من الأنامل لم تكن كافية ليختبئ حزني خلفها ..
فوليت وجهي شطر الجـدار ليقاسمني البكاء .. وما فعل ..
كم أغبطه على برودته التي يصنعها المكيف دون عنــاء ..
وأقســم أنها الخيبة حين يكون الشاهد على موت قلبك جدار ..
/
/
/
جاءتني الأيام بقطعة حلوى كبيرة ..
أكبـر من فميّ الصغير..أردت تقطيعها لأنعم بطعمها الحلو وليتلاشى المرار المتكدس بداخلي حين تذوقها ..
لكن السكين كان أكبر من يديّ الصغيرة هي الأخرى .. سقط أرضاً وتلبسه التراب ..
جاءت طفلة .. حملت الحلوى وسارت حتى واراهـا المدى..وبقيت كلماتها يضج بها الفراغ من حوليّ ..
لا تقبلي هدايا الأيام فهي ملك للجميـع ..
/
/
/
لم تكن خيبة أمـل بقدر كونها فاجعة قلب ..
تعبث أناملي بخصلات شعري .. والوقت يعبث بيّ .. وأنا أعبث بقلميوأوراقي وأحلامي ..
مضى على موعد النوم المعتاد ساعة وثلاثة أرباع الساعة..
والربع الباقي في طريقه للعبور فوق أضلعيِّ المحترقة ..
إنه الصبح شقشقة العصافير تطرق النوافـذ بصوت قُــدح من خيوط الشمس ..
فتجيبهــا الستائر المخملية الطويلة إنهم نيـام ..
وستارتي تنظـر إليَّ ... لن أكذب على العصفور ..
حسناً .. قوليّ له أنها تحتضـر الآن..عُدْ بعد قليل..
إما أن تغني معك..وإما أن تكون قد...؟
/
/
/
ليلة لم أكـن أشبه شيئــاً قبلها ..
وبعدهــا غدوت أشبه كل شيء وأي شيء ..
لم يكن الفاصل بين سَكْرتيّ و صحوتيّ..سوى دقائق عدتُ بعد انقضائها أعرف معنى الوقت ..
الشمس للنهــار والقمـر لليل..ترى كم مضى من عمري وأنـا ســادرة في اللاشعور ..
أيام شـُبِهَ إليَّ أنها هدايا القدر ..اعتنقتها.. قدستها..خبئتها عن الدنيا ..حتى لاتسرقها أو تدنسها..أو يشتهيها أحدهم من بعيد..
والآن كلما تذكرتها غسلت قلبي سبعاً إحداها بالرمـاد..
/
/
/
لأن قلبي من زجــاج سأرجمــه بالحجارة حتى ينكسـر ..
وأعود أجمعها وأبني ليّ قلباً ..
لينفذ الهواء لروحي من خلال الفراغات مابينها..
وأتنفسُنــيّ رغماً عنيّ ..ورغماً عنه..
/
/
/
لم تكن تلك الساعة حافلة بشيء.. سوى ذنوب أهـل الأرض تكفر عنها السمـاء صفـاء..
كنت كطفلة تلبس نعـل والدها..تدسُ قدميها بعشوائية مُضحكـة ..تمشي خطوة ..وتتعثر ثلاث ..
تسقط ولا تريــد البكاء ..فهي من أختـار الألــم وعليها تحمله حتى نهاية الممـــر..
تريد أن تكبـر على وجعها .. على شكواها لأمهـا..على نظـرة الشفقـة ممن هم حولهـا..
وذات سقوط ..
تخلع النعـل وتعيده حيث كـان بعناية حتى لا يكتشف خطيئتها أحد .. وتمضي تتمايل في مشيتها ..
/
/
/
قالت .. :نامــي وحين تستيقظين تجديكِِ أميــرة قصر فوق القمـر ..
قناديله أحـلام...عطـر.. .ورد.. والكثير من الشكولا التي تعشقين ..
نمت ...
وحين استيقظت لم أجـد حتى السمــاء ..
/
/
/
تصـل رسالة متأخـرة جداً...جداً ..جداً
فلا يُحتفل بهـا.. ولاتقام لها طقوس الفرح والوله المعتادة ..
ربما لأنها ليست رسالة.. بقدر كونها شيء زائد يُستحب التخلص منه.. للأبد ..
/
/
/
كغريب تجبــره الحياة على الوثوق بـ أجوبة العابرين .. أثق في بوحي أن يكون لي السلوى..
تنسل روحي مع قطرات الحبـر .. وأغض الطرف عنها كي لا أراهــا..
روحٌ .. أبدلتهـا الأيـام بسكينتها قلـق ...وجـل ...حيرة على رنينها يرقص الشجـن ...
/
/
/
ورقـة بيضـاء ..أقتحمهــا تأملاً ..
أتمنى لـو أتركـ قلبي عليها وأمضـيّ .. أمضـيّ ..أمضـيّ ..
وحين أعـود لا أجـده ... ليته يتحول لعهن منفوش..أو فتات خبز تأكل الطيرمنه.. وتنتشي في الأجواء ..
أعــود أفكـر في تركه ...لا على الورق ..
بـل في عــراء اللحظـة يستجدينيّ الحضـن وأشيـحُ بوجعـي عنه ..
/
/
/
بخيوط الحرير ينسجون لك الحكايا المُغرية بالأحـلام ..تجلسُ في رحابهم ...شارداً..منبهراً ..
تُمسك طرف الخيط..تلفه حول رؤوس أناملك وأنت سادر في ملكوت الإصغاء ..
تنتهي حكايتهم... يغادرون.. لتبقى أنت ترفل في قيدٍ من حرير ..
/
/
/
تتآكـل الساعات ..وتسقط الثواني من حساب الوقت الأسود ..والدقائق كشيء ممل تتثاقل لا تريد الحراك..
يدور الزمن ليعود إلى الخـلف .. يتوقف برهة ...يعود بعدها للأمــام مسرعاً..يوسوس بالغد ..
وأنـا أرقبـه متى يستقر على حـال ..لأضبط ميعاد شتاتي المبعثــر ..
/
/
/
انغمستُ في الفـرح حتى غدونا ...كيان واحــد..
كـ لحنٌ وأغنيـة...شيخٌ وعصـا .. عاشق ٌوالهيــام ..
تشابهنا حتى اختلفنا ..واختلفنا حتى تشابهنا..
فرحٌ ...غيرت بهِ صفات الأشيـاء...التوت أصبح عنباً..والليمون وهبتهُ لون الكـرز ..
قوس قزح أشفقت عليه من وحدته في السماء..
فجمعتُ الحُبَ,والندى,وسربٌ من طيور السنونو والفراش وأرسلتهم له أصدقـاء..
.أرسمُ قلبي على الرمل بمـاء غيمة وردية تشكلت فوقي مثل الثلــج ..
وأعود أمسحه وأرسم وجه أخي الصغير...وجه صديقتـــي...وجه قطتي ..
انغمست ... في الفرح حتى ثـَملت.. فأنـا الحزينة..
/
/
/
لستُ بريئـــة من دمـيّ ...
/
/
/
بشوقي لمن
تعثرت هذا الصباح..؟!
/
/
/
للسنـة فصول أربعـة...وأنـا الفصل الخامـس ...
/
/
/
لفرط حب...نهديهــم نحنُ..ويهدوننـاالخريف...
/
/
/
ما بالي أتجاهل ألميّ...و لا يتجاهلني..يُـلحُ علي ولا يمـل ...
أتمنى لو أدفـن نفسي ...أن أختبئ خلف مرآتـي...أن أتحول لكائنٍ شفاف..كيّ لا يرانـي ..
لحظـة ...أعرف أن أمانيّ فاشلة مسبقـاً..
سيبعثنـي صمتي وأنـا الرميم...ستخون مرآتـي عهدهـا ليّ ...وضوء الشمس يتخللني ليهتدي إليّ من أهرب منه ..
خـُذ منيّ ما تشــاء ..وأتركْ ما أشــاء ..فلا أحبُ المتمردين أمثالي..
راق لي