غرباء عن الوجع....
عاشر فراقك كي لاْ تهزم مرّتين
وبع الحياة بغمزةٍ أو باثنتين
فالكلّ يعرف أنّنا جرحى البلاد
فأين أين.....؟
ما كان منّا غير دمعة عابرٍ
أسروا خطاه في اليدين
فامشِ ثلاثا ً للوراء
واكتم دموعك في الأذين
أطفئ شموعك َ واستقيل
فالليل يا هذا طويل
فرضيّةٌ أحلامك
تقتات فيك أو عليك
و البحر لن يأتي إليك
كم نحن كذّابون...
دجّالون.... غشّاشون
في المنفى البعيد
في الصبح قولٌ
والمساء له هديل
ونقول حبّاً من عليه قد يزيد
للجرح فينا قصّةٌ
بيتٌ وساكنه الرحيل
فسل الرصيف عن الذي
فلربّما
عرف الحقيقة من زوايا تستطيل
وطني بقايا صورةٍ
وحقائب .. الحلم الثقيل
وطني.. أنا...
مأساة جيلٍ أي جيل
حرموه أن يحيا عليه
حرموه أن يأتي إليه...
رضع المرارة و الأسى... ورثى الصغير حياته
قبل الحياة بلحظتين
من يخبر الموتى بأنّا قاتلون
وقاتلون... وقاتلون
في اليوم نقتل نفسنا
وغداً مواقيت الجنون
من يعصر الخمر لنا
عنب البلاد سيستجير
منّا بنا
فالبعض يعجز أن يطير..
ونسيت بعضك قرب بعضي وانتشيت...
لتسابق الزمّن السقيم فهل انتهيت
من لعبة الموت العقيمةْ
من قصائد ألف بيت
فكفاك ظلما للكلام
يا أيّها المنسي في شمس الغياب
فالآه.....
أقصر أن تدلّ على العذاب
مهلا قليلا
فالبلاد هي البلاد
أغنيّةً تطفو لتغرقَ بين أكتاف الظلام
وتقول .....لا..
و أقول ...لا
ويقول ..لا
لنقول...لا...
فاحمل وصيّتك على كفٍّ جريحةْ
فعل المنافي أن نعيش على الصدى
نبتاع حبّاً...
نشتاق وهما
نبكي علينا...
كم نحن أموات هنا....
وتفجر الورد المشوك بالحديد
والدمّ سال من الوريد إلى الوريد
فامزج جراحك.... في جراحي إننا...
صفٌّ توحده الدمى...
ماضون.. نحن وقادمون
.
.
غزّة ْ
تسائل من نكون:
غرباء... عن وجع البلاد
غرباء... عن نزف العباد
غرباء ...عن جرحٍ تطاول عهده
غرباء ...عن دمٍ تغير لونه
غرباء ...فاكسر كأسكَ
واشرب مياهك في كؤوس غيركَ
يا سائلا عما نكون
أطفال غزّةْ... معذرة ْ
إنّا لنحن الميتون
راق لي