كأريج الأمل على شفاه الازهار كنا,كعذوبة النسرين في براري الحياة وصفنا,كحنين الشمس الى مهدها وقت المغيب عرفنا,كقوافل النجوم في صفحات السماء جمعنا ومن نبعة الانسانية عند استداد الهلع ارتوينا وعلى امواج الواقع ركبنا سفن الحقيقة وابحرنا الى كبد السماء لنقر امام قداسة الكون ونتعهد انه لا معنى للوجود بدون انس القمر ورزانة الشمس وسكينة النجوم ورحمة السحب وعطاء السماء ووحشة الانسان.
ولكن لوهلة غابت فيها قداسة الكون تغيرت معايره احتاجها الظلام وبقوة وغزاها الليل بآليات الضياع والهزيان وعداد الموت ولسوط الحرمان جلدت معائر الكون وبقوة تحول فيها الانسان الى وحش وافترس بمخالبه كل معلم من معالم الحياة حتى اصبحت مقبرة تحلق على اطيافها ووتنتظر بلهفة طائفة وتعيد ترتيب معائر الحياة في دستور الكون,اليوم اصبحنا نقتات,اليوم كل فتات الانسانية حتى اصبحت دمائنا وحولا تجري فيها كل الشوائب مع كل شائبة هلاكا ولكنه هلاكا مؤجل وليس معجل,نبصر الواقع ولكن نبصره حتى اصبح العنف ميزان القوى في عالم اطاح بالحياة وبكل معانيها حتى مات المغلوب ونهد المسلوب ولعن المسود وانتحرت الاخلاق وجفت ينابيع الانسانية,اغرورقت الحياة بدموع المريرة واعدمت الفضيلة في منحر الرزيلة فهكذا اصبحت حياتنا مسرحية تسخر من ابطالها وتهزأبهم.
ولكن !!! اكلما ننطق بالخق نقتل!!! اكلما نظرنا الى الشمس نعدم!!! اكلما تلفظنا بالحق ندفن!!! اكلما حلمنا بالحرية نداهم.,الى متى!!!!؟ الى متى سنبقى مهزلة من صنع التاريخ؟ الى متى سنبقى طيوراً جاثمة تحلق على اطياف مقبرة الزمان لنشهد موت الانسان بطئ الشمس,لنشهد احتضار الشمس في مهد الكون,لنشهد انتحار المعاني من صوامع الكلمات لنكون قلوبا بلا عواطف,عقولا بلا تفكير,اجسادا بلا ارواح,امواتا بدون نعوش.,ولكن كم مرة ولدنا؟؟؟؟
نعم ولدنا مرتين عندما صرخنا بالحياة وابصرنا ومرة عندما غادرنا الحياة الى غير رجعة ولكن سياتي يوم تنبعث فيه الشمس من مقبرة الكون لنكون عصبة كل حياة ولتسير كل طريق ولتضيئ كل قلب ولتزين كل عقل حتى نكون أروع مدينة فاضلة ولنكون خير خلقية وخير امة أُخرجت للناس