كَثِيْر مِنَا مَن يَمْتَلِكُه الْحُزْن وَالْأَسَى .. بَعْد أَن تُسَيْطِر عَلَيْه الْوَحْدَة ،
فَلَا يَجِد لَه مُتَنَّفَس إِلَا دَفْتَرُه وَقَلَمُه لِيُدَوِّن مَا يَجُوْل بدَاخِلَه فَيَسْتَرِيْح ،
وَلَكِن أَحْيَانَا يَتَصَارَع مُع الْعَبَرَات كَي تَخْرُج وَيُتَرْجِمُهَا كَلِمَات ،
وَحِيْنَهَا لَا يَسْتَطِيْع الْبَوْح حَتَّى لَقَلَمِه ، فَيَغْلِبُه الْأَسَى وَالْحُزْن!!
بَيْنِي وَبَيْن كَلِمَاتِي
جَلَسْتُ وَحِيْدَةً أَبْكِي الّيَالِي
وَكَانَ بِرِفْقَتِي حُزْنٌ وَضِيْق
وَبَيْنَ دَفَاتِرِي أَنْثُر هُمُوْمِي
وَيَهْمِسُ دَاخِلِي صَوْتٌ رَقِيْق
يُؤَنِّبُنِي يُعَاتِبُنِي يُؤَرِّقُنِي
وَّيُبْكِيْنِي وَلَا يُوْجَد رَفِيْق
فَنَزَلَت دَمْعَةً بَيْنَ جُفُوْنِي
لِتُطْفِي لَهِيْبَ أَنْفَاسِي الْخَنِيْق
وَأَكَبَّتُ الْأَنَّاتَ فِي نَفْسِي تِبَاعَا
وَيَعْلَوا صَوْتَهَا حَتَّى أَضْيَق
مَشَيْتُ مُهَرْوِلَة بَيْنَ سُطُوْرِي
لِأَحْكِي بُؤْس حَالِي لِلْصِّدِّيْق
فَفَزِعَت الْكَلِمَاتُ مِن صَوْتُ أَنِيْنِي
وَدَاخِلَ الْصَّفَحَاتُ أَنَّاتِي حَرِيْق
تَمَكَّنَتِ الْهُمُومُ مِنَ الْمَعَانِي
وَطَالَتِ الَّآَلَآَمَ وَالْحَزَنَ الْعَتِيْق
فَيَا لَوْعَتِي مِن بُؤْس حَالِي
وَيَا حَسْرَتِي أَيْنَ الْطَّرِيْق
فَإِلَى مَتَى يَعْصِرُنِي أَلَمِي
وَكَيْفَ أَرَى لَأَيَّامِي بَرِيْق
وَكَيْفَ أَعِيْشُ دَاخِلَ رَبوَتي
وَأَكْتُمُ الْأَنْفَاسَ مِن شَذْو الْرَّحِيْق
وَأَصْبَحَتُ بِرَوْضَ أَيَّامِي سَجِيْنَة
تُبَدَّلَ صَوْتُ عُصْفُوْرِي نَعِيْق
فَهَل سِجْنِي الَّذِي سَّيَدُوْم دَهْرَا
يُقَيِّد مُهْجَتِي قَيْد وَثِيْق
وَيَكْتُمُ حِسِّيَ ا لْدَّفَّاقُ وَجْدَا
إِلَى أَن يَبْكِي قَلْبِي الْرَّقِيْق
وَدَمْعُ الْقَلْبُ موجاً سَوْف يَعْلُوَا
وَيَبْقَى دَاخِلَه حَسٌ غَرِيْق
فَلَا يُوْجَد لْبَحْر الْدَّمْع شَاطِيّء
يُنَجِّي قَلْبِيَ الْطَّالِب شَفِيْق
فَتَأْتِي بَعْد أَسْفَار غُيُوُمِي
وَلَيْلُ الْهَمِ يَأْتِيَه الْشُّرُوْق
صَبَاحٌ مُظْلِمٌ مِثْلُ الْلَّيَالِي
فَهَل سَيَعُوْد لِلْشَّمْس الْبَرِيْق؟
#ذات الوشــ ــاح#