لايبعد الطريق كثيراً من حيث انطلقت الى عملي ولكني اسمع خطواتي
على الاسفلت تعلن وحدتي في شارع كثر الموت فيه والصراخ فيه حتى انقطعت وغابت هذه الاصوات التي مزقت سكون الايام !
لا يؤانس وحدتي وانا اجر خطواتي سوى الكلاب السائبة وهي تنظر اليه بشهية عارمة وكأنها تقول وجبة جديدة متى تسقط بين اسناننا لنمزق بقايا انسان ظل يعيش وحيداً في شارع الصمت القاتل لم تستوقف خطواتي سوى خيال او طيف قد يكون حلماً جاء من بعيد وهو يردد ارحلي اتركي بلداً قد ضاع فيه الاهل والاصدقاء ومات في الامن والامان عليك بالرحيل بالهجر بنسيان الماضي ذكرياتك طفولتك كل مابنيتي من صروح وأمال اتركي حباً قد دفنته وبكيتي عليه لم يعد لكي هنا موطناً !
اتسابق واتعثر بخطاي لعلي ابلغ مكاني المقصود وكلمات الرحيل ترن في اذني ارحلي ارحلي !
لم اشعر بدمعة العين وهي تسكب على خدي لتحفر اخدوداً ليترك علامة دالة على هروبي من صدى الاصوات المتلاحقة وهي تركض خلفي واذا بي اصدمت بجدار والتفت يمنة ويسار لأجد لا أحد حولي !
فقط انا !
اغمضت عيني وصرخت باعلى ما أتاني من صوت لن اترك موطني حياتي ذكرياتي امي وابي الملتحفين بتراب الوطن سأعلن لكل صمت الشارع بأني سأموت في احضانك ياوطني !