ذات ليلة بكت زهرة حزينة
فتساقطت أوراقها دموعا حمراء اللون
وصلت دموعها الأرض
تساقط المطر
دفنت دموعها الحمراء بين الأموات
ولكن لأنها زهرة تتلألأ منها روح الحياة
وبدل أن تلحق أوراقها بركب الأموات
حدث شيء غريب
لقد أزهرت الأوراق ورودا حمراء كثيرة
ولم تكتفي بذلك
بل أيقظت الأموات من سباتهم
فخرجت من بين أزقة وحارات الموت
بساتين ومروج خضراء
أزهرت من بين رائحة الموت
ورود سيقانها نعم من حديد
ولكن عبيرها مسك وزعفران
لم يتأثر برائحة الموت العفنة
أتعرفون لماذا أحبابي
لأنها ورود أنجبتها دموع تلك الزهرة الحزينة
تلك الزهرة التي لاحقتها رائحة الموت مرارا وتكرارا
ولكنها فضلت البقاء على قيد الحياة
لا حبا فيها
ولكن لتعلم غيرها من الزهور
أن الحياة الصادقة تستحق أن نعيش كل لحظة فيها
حتى لو كانت حياتنا قصيرة
وأن هذا العالم لو لم نجد مكانا لنا فيه
فليس عيبا أن نبدع بأيدينا مكانا خاصا لنا فيه
ليس عيبا أن نزرع الأرض بساتين خضراء
ونكتب على كل زهرة داخل كل بستان
من حقي ان أكون