رأيتها من جديد
سيجارٌ والكوبَ و أوراق البريد
تارةً تُشعل السيجار
وتارةً تٌشعل بالبريد
وانا اترقب تلك التارات
فإذا بدخانها كحلقات وبها التنهيد
تتابع نظراتها الدخان
وتداعب اسورة الحديد
تتنفس وانفاسها كالحريق
فدخانها امتزج بدموع واسورة من حديد
ومنديلها الأحمر كشفتيها
قد ضاق بمعصمها و الوريد
شتتني فاشعلت سيجارتي
فتراقص الدخان على اوتار فريد
مرت الساعات لم تزل
تارةً تُشعل السيجار وتارةً بالبريد
فنظرت لي وهمست عذراً سيدي
قد ذُبحت من الوريد الى الوريد
سيدتي التمس عذراً
كيف تبكي زهرة الأوركيد
فناولتني تلك الاوراق
فاشعلت سيجارتي وأشعلتُ بالبريد
الليل ممطرٌ وهي بقربي ترتجف
اسنانها تطقطق يداها كالجليد
اوراقها تحمل توقيع جبروت رجل
اريدك وقت مااشاء وإن شئت لا اريد
ايقنت بانها قد ذُبحت
فكم ذبحنا منهن وهل من مزيد
انستي لملمي تلك الجراح
فغدا يومٌ جديد
فهمست متبسمةً اليوم صمته
وغدا قد تكون انت لي يوم عيد
فلما تبسمت اشعلنا السيجارا
فتراقص دخاننا بعزف الخلود واوتار فريد
الجزء الثاني
ورأيتها ثانيةً
سيجارٌ والكوبَ وزهرة الاوركيد
الدموع نفس الدموع
والاسورةُ الحديد
تارةً تعانق الزهره وتارةً تستنشقُ الرحيق
وفستانها الوردي نبض كنبض الوريد
يحيا بـجـسـدها روحً وحديث
نطق من حسنها الجماد وانا بركنٍ بعيد
الدموع تتلألأ كالنجوم
وتتساقط كحبات الجليد
تبدو كعروس بحرٍ
بينَ امواجِ شعرها المديد
وكتلكَ الساحرةُ و الأمير
تتهيؤ للقائهِ بزهرة الاوركيد
اعلم بانها تنتضرني
ولم يكن بيننا الموعد الاكيد
تناضر الساعة وتنتضر
قادما ياتي من البعيد
السيجارُ لاينطفئ
ورعشات الموعد الجديد
فلما رأتني رقص الفستانُ
وتغنى لونهُ الوردي بنبضاتي والوريد
عندها تلاشى الدخانَ
فارتمت باحضاني كطفلٍ وليد
فتعانقنا كرقصات الدخان بلا امس
عندما عزف الوتر وغنى فريـد
على رقصات الدخان بلحن الخلود
(وجانا الربيع وطير غنى)
ونُعيد, ونُعيد,ونُعيد,ونُعـيـــــــــد
على لحن الخلود واوتارِ فريد