اذا استيقظت فى الصباح وانت تشعر بالاكتئاب، فإنك فى الغالب لست الوحيد الذى يتولد لديك هذا الشعور. فعلى الارجح انك تمر بشيء ما ناضل الخبراء لسبر غوره ألا وهو حالة الشعور بالاكتئاب فى فصل الصيف.
ولكن بالنسبة للبعض فإن هذه المشاعر باليأس تتجاوز مجرد الحالة المزاجية السيئة البسيطة او حزن لايمكن تفسيره ، وتتحول الى اكتئاب حقيقى يصل حتى الى درجة التفكير فى الانتحار.
وتشير الارقام من دول تقع فى النصف الشمالى من الكرة الارضية ان شهرى أيار/مايو و حزيران/يونيو هما الشهران اللذان يشهدان ذروة حالات الانتحار حيث ان نسبة الاشخاص الذين ينتحرون فى هونج كونج خلال هذين الشهرين تكون اكبر بما يتراوح ما بين عشرة الى 14 فى المئة من اى وقت اخر من العام.
وعلى النقيض ، فان الفصل الذى يشهد انخفاضا فى حالات الانتحار هو فى الفترة من شهر كانون اول /ديسمبر وحتى شهر كانون الثانى /يناير ويعزو الخبراء الانخفاض فى حالات الانتحار الى ان حلول عيد الميلاد /الكريسماس/ بسرعة بعد الاحتفالات بالعام الصينى الجديد يجعل معنويات الاشخاص مرتفعة ويساعدهم على الاتصال مع احبائهم.
وفى نصف الكرة الجنوبى ، فان ذروة حالات الانتحار تحدث فى الفترة من شهر تشرين الثانى / نوفمبر وحتى شهر كانون اول /ديسمبر ، وهذان هما الشهران اللذان ياتيان فى اوائل فصل الصيف.
وهذه الظاهرة حيرت العلماء المتخصصين فى مجالات المخ البشرى وعلم النفس منذ سنوات. وعلى ضوء ان الايام الكئيبة للشتاء مرتبطة بالتدهور فى الحالة المزاجية ، الا يجعل هذا من المعقول ان تبلغ حالات الانتحار ذروتها فى ذلك الوقت؟
ووفقا لما ذكره الدكتور بول يب سيو فاى ، مدير مركز الابحاث والوقاية من الانتحار فى جامعة هونج كونج ، فان شهرى ايار/مايو وحزيران /يونيو كانا منذ فترة طويلة الاشهر الاكثر بؤسا فى هونج كونج.
وقال " قد يرجع ذلك الى تاثير الموسم ، وتغيير الطقس. فالطقس يكون رطبا ومتقلبا . بعض الاشخاص يشيرون الى التحول من الربيع الى الصيف الذى يتأثر به كثيرا الاشخاص العرضة للاكتئاب .
واثبت مسح اجرى فى عام 2005 فى فنلندا صحة هذه النظرية حيث اشار الى ان التغيرات فى الضوء ودرجات الحرارة تحدث خللا فى الساعة البيولوجية للانسان مما يؤدى بدوره الى محاولات الانتحار مع تقلب الفصول.
وبالمثل توصل باحثون فى عام 2005 فى بريطانيا الى النتيجة التى مفادها ان المناخ قد يكون السبب وراء ارتفاع حالات الانتحار الموسمية فى شهر ايار/مايو.
وقالت مجموعة برايورى ، وهى تقدم خدمات فى مجال الصحة العقلية فى اوروبا ، انه على الرغم من أن زيادة مستوى ضوء الشمس يساعد على مقاومة الشعور بالاكتئاب من خلال افراز مادة سيروتونين ، وهى مادة كيماوية تعطى شعورا بالسعادة ، فى المخ ، الان انها تولد موجة من الطاقة تدفع الناس الى اتخاذ اجراء.