هاقد عدت من مدرستي.... وأحضرت شهادتي..... أرجوك يا أبتي.... اني من المتفوقات.... اصطحبنا الى الشاطئ لألعب مع اخواتي البنات..... وهناك سأشاهد البحر.... وأناظر القمر..... كلمات من طفلة بريئة...... برغم ما حل بها الا أنها كانت طفلة جريئة...... اعتقدت انه أجمل أيام حياتها...... لم تعلم أنه على شاطئ البحر ستكون مأساتها...... ذهبت مع ذويها والبسمة تملأ وجهها...... ذهبت الى البحر فلم تكد تصدق تفسها...... انها الآن على شواطئ غزة هاشم...... وهنا كان بانتظارهم الجيش الغاشم..... جيش الحقد والكراهية والجيش الظالم...... كانت تلهو مع اخوتها بكل فرح..... لم تكن تعلم أن يد الغدر ستحول فرحها الى ترح..... تجمعت الزوارق الحربية...... وبطائرات الجيش كان محمية..... بدأو باطلاق القذائف والصواريخ...... مجزرة سجلها التاريخ..... كانت تشاهد القمر الجميل...... لكنها سمعت أصوات التفجير..... وفجأة اختفت أصوات اخوتها الذين كانوا يمرحون....... اختفى صوت أبيها وأمها الذين كانوا يتحدثون...... لم تعد تسمع سوى صوت خطواتها...... تجري للبحث عن أخواتها....انهم على الأرض ممدون..... يا ترى هل يلعبون...... أفيقوا يا اخوتي......لا أريد ان أناظر القمر أريد أن أكمل معكم لعبتي...... لا تتركوني.....أرجوكم لا تبكوا عيوني......هيا يكفيكم مزاحا...... سنأكل معا ذرة وتفاحا..... أبي أين أنت يا أبي.....أحتاجك الى جانبي...... ماذا... ابي أيضا ممدد لا بد أنه يأخذ قسطا من الراحة...... لا يا أبي لا تتركني استيقظ وخذ مني هذه التفاحة......أرجووك أجبني...... أنا أحبك فلا تتركني......امي أرجووكي ياا أمي لا تتركيني أنا بحاجة اليكي...... انهضي أنا خائفة أريد ان أرتمي بين ذراعيكي..... لااااا لقد سلبوا مني عائلتي...... وبالدماء لوثوا فاكهتي..... لا يمكن عائلتي لم تمت بعد...... لقد قطع لي ابي وعد...... لن يتركوني سيلهون ويلعبون معي..... أرجوكم من سيمسح لي دمعي..... هيا أيها المصور..... تعال الى هنا وصور...... صور هذه الأشلاء...... جثث عائلتي والدماااء....... هذه هي احدى صور مأساتنا...... هذا حدث بسيط مما يحدث في حياتنا......نحن لم نعد اطفال صغار...... بل ولدنا كباار...... لقد خاطبنا جميع الضمائر...... بكل الطرق والوسائل..... لكن لا حياة لمن تنادي......وبرغم الألم والقتل سأبقى كالشجرة المغروسة في تربة بلادي