إشارة الريحان
فقال الريحان: قد آن حضورى، وحان سرورى، فخذونى خديما، واتخذونى نديما، فرطيب خضرتى يخبر عن طيب حضرتى، وكيف تستريح روح بغير ريحان، أم كيف يطيب وقت بغير ألحان، أنا الموعود بى في الجنان، السارى بأنفاسي إلى صميم الجنان، فلونى أعدل الألوان، وكوني ألطف ما في الأكوان، فمن جنانى يستنشق نشرى النطوى في جناني، فأنا أليف الأنهار، وحليف الأزهار، وجليس السمار، وكاتم الأسرار، فإن سمعت في جنسى بالمنام، فلا تكن له من اللوام، فإنه ما نم إلا على عطره، ولا باح إلا بسره، ولا فاح إلا بنشره، باح بسره إعلاما، ونشر بنشره أعلاما، فلذلك سمى نماما، فليس من نم على نفسه كمن نم على غيره، ولا من جاد بخيره كمن عاد بضيره، فقد جرت الأحكام، وجفت الأقلام، أن النمام مذموم بين الأنام والسلام، وفي ذلك أقول:
سَائِلى عَن خَفِىّ سِرّ غَرَامى ... وَيْكَ اقصر وَخَلِّنى وَهَيامى
أَنا مُسْتودِعٌ لِسِرّ حَبِيبِى ... كَيْفَ أُبْدِى وَلَسْتُ بالنَّمَّامِ