من أخلاق الصحابة والسلف
كان أويس القرني إذا رماه الصبيان بالحجارة يقول:
يا إخوتاه، إن كان ولابد... فارموني بالصغار
لئلا تدموا ساقي فتمعنوني من الصلاة
وخرج إبراهيم بن أدهم إلى بعض البرارى
فاستقبله جندي فقال: أين العمران؟
فأشار إلى المقبرة، فضرب رأسه فشجه
فلما أخبر أنه إبراهيم، جعل يقبل يده ورجله
فقال: إنه لما ضرب رأسي سألت الله له الجنة
لأني علمت أنى أؤجر بضربه إياي
فلم أحب أن يكون نصيبي منه الخير ونصيبه منى الشر
وأجتاز بعضهم في سكة، فطرح عليه رماد من السطح
فجعل أصحابه يتكلمون.
فقال: من استحق النار فصولح على الرماد
ينبغي له أن لا يغضب.
جاء في البخاري من حديث ابن عباس رضى الله عنهما، أن رجلاً استأذن على عمر رضى الله عنه، فآذن له
فقال له: يا ابن الخطاب، والله ما تعطينا الجزل
ولا تحكم بيننا بالعدل
فغضب عمر رضى الله عنه، حتى هم أن يوقع به
. فقال الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم :
{خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]
وإن هذا من الجاهلين
فوالله ما جاوزها عمر رضى الله عنه حين تلاها عليه
وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل
شتم رجل ابن عباس رضى الله عنه فلما قضى مقتله
فقال: يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها؟
فنكس الرجل رأسه واستحى
وأسمع رجل معاوية كلاماً شديداً فقيل له: لو عاقبته؟
فقال: إني لأستحي أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي
وأقسم معاوية نطعاً
فبعث منها إلى شيخ من أهل دمشق فلم يعجبه فجعل عليه يميناً أن يضرب رأس معاوية
فأتى معاوية فأخبره
فقال له معاوية: أوف بنذرك وارفق بالشيخ.
جاء غلام لأبى ذر وقد كسر رجل شاة له
فقال له: من كسر رجل هذه؟
قال: أنا فعلته عمداً لأغيظك، فتضربنى، فتأثم
فقال: لأغظين من حرضك على غيظي
فأعتقه (أى الغلام)
شتم رجل عدى ابن حاتم وهو ساكت
فلما فرغ من مقالته
قال: إن كان بقي عندك شئ فقل قبل أن يأتي شباب الحي
فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا
دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة
فمر برجل نائم فعثر به، فرفع رأسه وقال: أمجنونٌ أنت؟
فقال عمر: لا
فهم به الحرس
فقال عمر:
مه إنما سألني أمجنون؟ فقلت: لا
لقي رجل على بن الحسين رضى الله عنهما، فسبه
فثارت إليه العبيد،
فقال: مهلاً
ثم أقبل على الرجل فقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر
ألك حاجة نعينك عليها ؟
فاستحى الرجل
فألقى عليه خميصة كانت عليه
وأمر له بألف درهم
فكان الرجل بعد ذلك يقول:
أشهد أنك من أولاد الرسول