عروبتي
لا تحسبن الزمان ينتظر أحبابا ...
و إن مضى فلا يترك غير العتاب ...
و لا تأسفن على غدر الزمان حسابا ...
فكم رقصت على جثث الأسود الكلاب ...
لرقصها أبدا تعلو على أسيادها ...
فالأسود أسودا و الكلاب تبقى كلاب ...
يا نشوة رست في القلب من دون حجاب ...
أحن إلى عبد المطلب و أحفاده الشهاب ...
و قبلهم من أسياد الجود و السيف و الأعراب ...
لست أدري و قد بات الشك كالضباب ...
أعربي أنا .. أم .. عروبتي حكايات عجاب ...
تحكى .. و من يبالي؟.. فقد كانت من السراب ...
و لا الراوي في سردها يحسن اللفظ و الجواب ...
فعلى ما يأخذني الأسى و الندم من كلام معاب...
غير حزني و رثائي على الظاد و الأنساب ...
كانوا بدورا في الأخلاق و للجأش رهاب ...
إن مدت يد السائل عندهم فلا تُرد أو تصاب ...
و إن تطاولت أيدي الغدر و المكر فلليث أنياب ...
قفا نبكي من ذكرى فارس على كل محراب ...
عظمت مصائب الدنيا و أهلكني المصاب ...
ففاضت دموع العين منى صبابة و عتاب ...
على نحر الأصل و المجد كمن يهلهل على الرباب ...
إذ قام يضوع الألحان بغير علم و لا كتاب ...
و لكن شدوها لو يعلم مسك و عنبر الإطراب ...
هي نسيم الصبا جاءت بريا العشاق و الأحباب ...
أغركم مني أن حبها قاتلي و لست أصد لها أبواب ...
عرب عربي عروبتي كما شئتم لكم فيها الإعراب ...
و إذا ما الثريا في السماء تهاوت و لامست التراب ...
فعروبتي تعالت و تجل وشاحها على كل سحاب ...
فاللهم أحفظ لساني نطقا و فصاحة يوم الحساب ...
فلا المرء يعلم متى يلقاك و ما سيجنى من عذاب ...