كم كانت فرحة أحمد وأسرته بالفيلا التي اشتروها
ونقلوا أمتعتهم إليها كبيرة
وكانت الفيلا خالية من السكان لسنوات طويلة.
...في الصباح الباكر وقفوا في الشرفة
يتطلعون من هنا وهناك ويبدون ملاحظاتهم
عن موقع الفيلا وإمكانياتها.
قال أحمد لابنه : "ماذا نفعل بالعشب
فالحديقة مهملة من سنوات طويلة
والعشب ارتفع جدًا؟
سأبذل كل الجهد لتهيئة الحديقة حتى ننسقها بالزهور الجميلة.
أتريد أن تشترك معي؟...
أنظر يا إبني، ها هي زهرة حمراء جميلة وسط العشب!"
- أين؟
- من الجانب الأيمن على بعد حوالي متر من السور
الفاصل بيننا وبين جيراننا.
- حقا إنه يصعب رؤيتها وسط كل هذا العشب
لكنها جميلة، سأذهب واقطفها، إنها وحيدة!
نزل الإبن إلى الحديقة واتجه
نحو الجانب الأيمن لكنه لم يستطع أن يراها
إذ كان العشب عاليًا جدًا.
بدأ والده يوجهه نحوها وهو يتطلع إليها من الشرفة.
أخيرًا إذ بلغ الإبن مكانها قطفها
وهو يتأمل كيف توجد زهرة جميلة وسط الأعشاب.
تتبع الساق فوجد أنه ممتد إلى السور
وقد تسلل من شجرة جذورها في حديقة الجار التي يهتم بها جدًا.
حمل الإبن الزهرة إلى والديه، وهو يقول:
"ما أعجب أن نجد زهرة هكذا جميلة وسط الأعشاب".
قالت الأم:
لماذا تعجب يا بنيّ؟ فإنه توجد في برية هذا العالم
زهور جميلة وسط كميات بلا حصر من العشب.
هذه هي
نفوس المؤمنين التي تمتد جذورهم إلى حديقة السماء .
المؤمن الحقيقي
تتأصل جذوره في السماء و تتغذى من الإيمان
وتمتد ساقه إلى العالم لكي يقدم زهرة جميلة
تحمل عبق الإيمان الزكيّ.
حتّى إن بدا العالم كله كعشبٍ
لكنه حتمًا توجد زهور جميلة وسط العشب.
فكونوا زهرة جميلة بين العشب