دخلت لحانة الدنيا
شربت وشربت واستمعت
لأغنية
كانت أغنية كلماتها الآلام
وألحانها وموسيقاها مزيج من الأحزان والأوهام
كانت أغنية مخزية
دخلت أردت أن اسكر
وأضفي على مرارة حياتي بعض سكر
أردت أن أتوه وأغادر الدنيا
وأنسى ألمها وحزنها وما تحمله من منايا
كان ذلك ما احمله بداخلي وفي الثنايا
لكن دون جدوى
فانا لم أجد النشوى
جل ما وجدته كان ألما وضعف قوة
****
عدت للبيت واستلقيت
وعلى الوسادة براسي ألقيت
أردت أن أنام وأغادر الدنيا
ونمت وزارتني في الأحلام الدنيا
استيقظت والخوف بعينيا
وتعالت في ظلام غرفتي أنغام
تلك الأغنية
وتراءت لي تذكارات لا متناهية
عن أحلامي عن أيامي الماضية
عن كل لحظة مرت وكل ثانية
حاولت أن امحوها واجعلها فانية
لكن دون جدوى فقد كانت باقية
وأصرت على أن تجول في غرفتي
وتجعل حياتي عارية
عرتها من الأفراح واللحظات الزاهية
عرتها من السعادة و جعلتها خالية
****
عاودت الاستلقاء
ومن جديد حاولت النوم
اجل جل ما أردته كان
النوم
أردت النوم كل اليوم
كل اليوم؟؟؟
لا بل ان
أنام فلا انهض
شرط ألا تزورني الدنيا
شرط ألا تزورني أحلامها...
آلامها...وأحزانها....
اجل أردت أن أنساها
أن أنسى حروبها...
خطوبها...ومنونها...
وبالفعل نمت..اجل وأخيرا لم تزرني
الدنيا
بل ما زارني أحلامي الوردية
التي لو تتحقق لأحببت من كل قلبي
الدنيا
حلمت أني في قديم الزمان
أحيا
وفي قلبي بحر سلام وحرية
انسج بعض الأقاصيص الزهرية
بخيوط ذهبية
حلمت في تلك الليلة
أني أمير وكل الدنيا
بقلبي الصغير سبية
حلمت إني كاتب انسج
من كلماتي أغنية
انسج ثوب حرير
يغطي قلوب الصغار الوردية
فتزدادين يا دنيا جمالا بعينيا
حلمت باني مغني يغني
على أطراف الغدير
أغنية
واغني كل أغاني السلم لكي يا دنيا
فيسعد قلبي....
واسعد كل البشر
فما أعود بحاجة لان اسكر
حلمت باني شاعر كبير
وإبداعي كان غزير
وان حروفي صارت نجوما
لكي يا دنيا تنير
حلمت انك يا دنيا
تمنحين الأمان لقلبي الكسير
وتخرجيني من سجني
الذي مذ ولدت وأنا به أسير
****
عند الصباح استيقظت
ولأحلامي ما وجدت
وبصخرة الواقع ارتطمت
فحتى لو كنت كاتبا أو شاعرا
مغنيا وحتى أمير
بلحن أغنيتك الحزين
يا دنيا ساقبى أسير
عند الصباح ذابت الأماني
ولقت احلامي ذات المصير
ويمضي بي العمر يا دنيا
الى ضفاف الموت
ولغير اغنيتك لست اسمع صوت
ولازلت للحنها التعيس اسير
وانسج تلك الاماني كل ليلة
واغرق انا وقلبي في بحر آلامك
يا دنيا
فهل ستقدمين لي يوما
هدية
وتصبحين كزهر الربيع
كماء الغدير
وتغيرين الحان تلك الاغنية
حتى يزهر بلحنها قلبي
حتى لا اعاود دخول حانتك
يا دنيا
ودون خوف من اوهام الليل
انام واحيا