يا لها من امرأة قوية بكل الصفات , تحتمل مالا يحتمل , كالزيتونة صابرة, مثمرة للريح تتصدى, و تثمر رغم الجفاف, منغرسة في الجبل, غارقة في التأمل , امرأة لا تعرف الكلل أو الملل, هي الأم الفلسطينية . مطلوب منها أن تدمع بابتسامة, و أن تشقى من المهد إلى اللحد, و أن تنوب عن الأب و الأخ في غيابهما, و أن تقدم الفداء تلو الفداء دوت توقف .
هي مصنع الرجال يوم أن عز الرجال, هي زيتونة فلسطين, التي يضئ زيتها و لو لم تمسسه نار, أو على باب محكمة قساة ترفع شعار الحرية. هي تدرأ هموم الجرحى , هي التي تشعل نور الكتب, هي محور الأسرة, تعلمت من أمنا الكبرى فلسطين, كيف تكون الأمومة .
لو جمعنا أنات أمهاتنا لطافت على الدنيا و غطتها,و لو جمعنا ما عانت و قاست من الظلم , لافتديناها بكل ما لدينا من غال أو نفيس, ولو قرأنا ما كتبه الزمان الصعب على جدران قلبها لأعفينا الكتًاب منى الكتابة عن الألم .
هي شمعة تضئ, منارة تخلد , قمر يضئ ليل أيامنا , و هي في الأحشاء أغنية , من الأمس المكرس للعذابات القديمة .