يا بحر بلغ يافا من غزة السلام
وقل لها أن التاريخ لم يزل يكتب
ولم تنفذ بحار الحبر ولا الأقلام
وحين يروي موجك في الليل الحكايا
لحوريات البحر أذكر لهن غزة
ولا تنسَ حكايات الصبايا
يمشطن الهم من شعورهن في مائك
ويهمسن عذابات الفراق والأشواق
ويرثين أطفالهن ورجالهن والمرايا
قل لحوريات البحر الحزينات:
لم تعد هناك امرأة جملية مثل يافا
لم تعد هناك امرأة قوية كغزة
كلهن أصبحن رجالاً .. والرجولة
لا تولد في التفاصيل ولا ترسل
مع قبلة ساخنة في علب الهدايا
يا بحر قصت نساء غزة الشعور
ولم تعد إحداهن تباهي أختها بالجمال
لم يعد الرجال يأبهون بجميلة تمر
ولم يعد الرجال يرون في امرأة
إلا ذبول العود ووجوه الألم و..
توق .. توق .. توق ..
لثأر .. لرصاصة .. لمدفع
لفناء في سيبل عزٍ
لا تحول .. دونه المنايا...
ولتحكي حوريات البحر
حكايات أرواح لا تموت
ولا تحاصرها الرزايا
وليدوي غناؤهن الحزين
في بحار مظلمة بهوانها
وفي جزر الصمت الأبدي
قل لهن حاصروا هذا الصمت
علَّ صخور الأرض تصرخ
وليمت الصامتون بألم الحكاية