بسم الله الرحمن الرحيم
أبو المأمون - قيل لأعرابي إن فلانا أفاد مالا عظيما، قال فهل أفاد معه أياما ينفقه فيها؟ ذو المرء يُكرمُ معدما كالأسد يُهاب، وإن كان رابضا ومن لا مروءة له يهان وإن كان موسرا كالكلب وإن طوّق وحلّي.
وقال أبو عبيد الله الكاتب الصبر على حقوق المروءة أشد من الصبر على ألم الحاجة، وذلة الفقر مانعة عن عز الصبر، كما أن عز الغنى مانع من كرم الإنصاف.
من حفظ ماله فقد حفظ الأكرمين: الدين والعرض، من غلي دماغه في الصيف غلت قدره في الشتاء.
وقال الحسن: إذا أردتم أن تعلموا من أين أصاب المال فانظروا فيم أنفقه فإن الخبيث ينفق سرفا.
قال أبو المعتمر السلمي: الناس ثلاثة أصناف، أغنياء وفقراء وأوساط، فالفقراء موتى إلا من أغناه الله بعز القناعة، والأغنياء سكارى إلا من عصمه الله، وأكثر الخير مع أكثر الأوساط، وأكثر الشر مع الفقراء والأغنياء لسخف الفقر وبطر الغنى.
قال أبو الدرداء: حسن التقدير في المعيشة أفضل من نصف الكسب.
ويقال الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة.
ليس من خلة يمدح بها الغني إلا ذمّ بها الفقير، فإن كان شجاعا قيل أهوج، وإن كان وقورا قيل بليد، وإن كان لسينا قيل مهذار