أنا يا أماه مرهق
آلمني السهر
و أضناني الأرق
أنا يا أماه أغرق
أرشف الملح
أبحث عن زورق
أنّى لا أغضب
أصحو على الحزن
أغفو على التعب
أنّى لا أتغرّب
و قومي عرب
أماهُ ..
ترى من يعرفُ
ما بي من صداع
من مثلي ينزفُ
آلاماً و أوجاع
أماهُ ..
بتُ أفترش الأسى
تبعثرني ذكرى
و تلمني آهُ
أماهُ ..
وطني حبيبي
لو تعلمين كم أهواكِ و أهواهُ
أحن إليكِ يا أمي
أحن إلى سلواكِ و سلواهُ
من لي سواكِ وطناً
و من لي سواهُ
كلنا نعاني ..
مثلنا عانى الأنبياء
نجثو على المعاني
نقلب الميم ياء
حياتنا همٌ
ضياعٌ و إعياء
حياتنا وهمٌ
أشياءٌ تبحث عن أشياء
كم عشنا يتامى
أشلاءٌ تهرب من أشلاء
كم عشنا من ثواني
كم هزمتنا السماء
مرهقٌ أنا يا أمي
يا أحلى النساء
مرهقٌ أنا ..
و قومي مثلي أشقياء
مرهقٌ أنا يا أمي
يا ضياءً على ضياء
هل عيبٌ إن شكوت همي
و قذفت في النار ماء
هل عيبٌ إن بكيت عمري
و قسوت على الصباح و المساء
بسيطٌ أنا ..
مثل كل البسطاء
أحلم بحياةٍ فيها حياة
بكسرة خبزٍ و كأس هناء
أحلم مثل كل الفقراء
يا أمي يا أميرة
مثل كل الأنقياء
بغرفةٍ صغيرة
و قليلٍ من الهوى و الهواء
متعبٌ أنا..
يا أمي يا حلوة
يا لقهر القدر
كيف ذبحوا غزة
كيف سطوا على القمر
كيف داسوا هنا وردة
و سحقوا هناك بيدر
كيف جاءوا.. أماهُ
كيف يذهبون
أعياءٌ نحن أعياءُ
في هناءٍ نائمون
كيف جاءوا
كيف يرحلون
ستون عاماً ..
متى نحن عائدون
أنينٌ .. أنين
يسيل منك يا فلسطين
منهكةٌ أنت مثلي
كم نحن مساكين
حنينٌ .. حنين
إليكِ ..
إلى حيفا .. إلى جنين
إلى سلالٍ من الليمونِ
و أطواقٍ من الياسمين
متعبٌ أنا ..
أحيا بين إرهاقٍ و إرهاق
مثلك أنا يا فود الرشيد
مثلك يا عراق
كيف بدأ حبك حلواً
من ذا يقدر على الفراق
كيف أغرقت قلبي
يا وطنا يتقن فن الإغراق..