قالوا أتَى العيدُ هلْ في أرْضِنا عيدُ ؟
قالوا أتَى العيدُ هلْ في أرْضِنا عيدُ ؟ **** وحولَ مسجدِنا الأقْصـى عرابيدُ
هل زارنا العيدُ (والجَولانُ) مغتَصَبٌ **** وفوقَ (حَيْفا) و (يافا) يرتَعُ الهودُ
وفي مسامعِ (صيدا) صـوتُ قاذفـةٍ **** وللكتـائـبِ تقسـيـمٌ وتَهـويدُ
الأرضُ ترزحُ تحتَ الظلمِ صارخـةً **** هيهاتَ يَسمعُها الصـمُّ الجلاميـدُ
الناسُ في لهوهِم غَرقْى وقد غَفَلـوا **** عن الجهادِ فذلَّـت منهـمُ الجيـدُ
فحربُهم خُطَـبٌ والعـزْفُ معركـةٌ ****وعُدَّةُ القومِ فـي الهيْجـا أناشيـدُ
وفـي الإذاعـةِ تكبيـرٌ وجَعْجعـةٌ **** ودَمْدَمـاتٌ وإيـعـادٌ وتَهـديـدُ
فلمسةُ الطفْلِ تَمْحو كلَّ مـا صَنَعـوا **** ونفخةُ الريـحِ تحويـلٌ وتَبْديـدُ
هذي المراقصُ والحانـاتُ حاشـدةٌ **** وفي البيوتِ على الشاشاتِ تميهدُ
في كلِّ راء مـن الفحشـاء أقبحُهـا **** وللتعـرّي بطـولاتٌ وتمجيـدُ
وفي المسابـحِ والعـوراتُ بـارزةٌ **** للناشئاتِ مـع الفتيـانِ تَشْريـدُ
والخمرُ منْ كلِّ صِنفٍ في متاجرِهم **** مبذولةٌ ما لهـا حجْـرٌ وتَحديـدُ
للفِسْـقِ والفحْـشِ هيئـاتٌ وأندِيـةٌ **** وللقمـارِ إذاعـاتٌ وتـأيـيـدُ
في كـلِّ ناحيـةٍ عُـرْيٌ ومفسـدةٌ **** جُلُّ الوظائفِ تُستحلَى لها الغيـدُ
وفـي المصايـفِ أشـلاءٌ مبعثـرةٌ **** للخُلْقِ ... فالدينُ والإيمانُ محصودُ
فكيفَ نأمنُ مـن خسْـفٍ وزلزلـةٍ **** وهـذه حالُنـا ؟ فلْيَشهـدِ العيـدُ
*****
العيـدُ يا قـومِ إعـلانٌ لبهجتِـنـا **** بصومِـنا أو بحـجٍّ فهـو تأكيـدُ
بأنـنـا نعبـدُ المولَـى ونشكُـرهُ **** علـى عبادتِـهِ فالعيـدُ تَحميـدُ
فيهِ التفاتٌ إلـى المسكيـنِ يُفرِحُـهُ **** وفيهِ للبائسِ المحـرومِ تَسعيـدُ
فيه صلاتُ ذوي الأرحـامِ بعضَهـمُ **** وفيه لطـفٌ وإينـاسٌ وتَسديـدُ
فيـهِ تفـقُّـدُ جـيـرانٍ وتقـويـةٌ **** لكـلِّ وُدٍّ فـوُدُّ الجـارِ مَحمـودُ
ما العيدُ بالرقْصِ والألحانُ صادحـةٌ **** وللملابـسِ تطريـزٌ وتَجعـيـدُ
ما العيدُ توزيعُ حَلْوى عنـدَ مقبُـرَةٍ **** أو وضْعُ آسٍ على لحْدٍ وتَجويـدُ
ما العيـدُ إتخـامُ أمعـاءٍ بأطعمـةٍ **** منْ كلِّ لـونٍ فللأَنفـاسِ تَقييـدُ
ما العيدُ تسريحةٌ أو نمْصُ حاجِبِهـا **** أو نزهةٌ في اختلاطٍ أو مَواعيـدُ
تبرأَ الديـنُ مـن عيـدٍ بمعصيـةٍ **** فكـلُّ معصيـةٍ للعيـدِ تـنكيـدُ
*****
طهارةُ العيدِ أغلـى مـن زخارِفـهِ **** فمـا زخـارفُـه إلا تقـالـيـدُ
إنَّ المظاهرَ زيْـفٌ خـادعٌ كـذبٌ **** وتحتَ ألوانِهـا للحـقِّ تَصْفيـدُ
كلُّ الخداعِ إلـى النيـرانِ مرجعُـه **** وللمنافِـقِ فـي النيـرانِ تَخليـدُ
واللهُ ينظـرُ للتـقـوى ويَقْـبلُهـا **** وللمخادعِ يومَ العـرْضِ تَجريـدُ
ويفضحُ اللهُ فـي الدنيـا مخادِعُهـا **** وفـي القيامـةِ تَسفيـهٌ وتنْديـدُ
*****
ما العيدُ أن نُخفيَ الأضغانَ نستُرُهـا **** ببرقُعُ الحبِّ والإخلاصُ مفقـودُ
لكنَّهُ باطِّـرحِ الحقْـدِ عَـنْ جُنُـبٍ **** فالحقـدُ آثـارُه هـمٌّ وتَسهيـدُ
فضائلُ العيـدِ لا تُحصـى لِكثْرَتِهـا **** فالعيدُ للخيرِِ والأخلاقٍ تَجسيـدُ
وبعـدَ هـذا فهـلْ حقـاً لنـا عيـدُ **** أمْ أنَّ ذلـكَ عـاداتٌ وتـقليـدُ
ما جئتُ أُنْقِصُ من أفراحِ ذي فَـرَحٍ **** لكنّهـا نفثـةٌ فالقلـبُ مَكمـودُ