نورة فتاة في الواحد والعشرين من عمرها عاشت حياتها مع عائلتها المكونة من الأم و الأب و الإخوة وهي وحيدة أبويها من الفتيات فلم يكن لنورة أخوات وبعد وفاة أبيها،كان أخوتها يعاملونها بقسوة شديدة جدا ، وهي فتاة همجية فإن صرخ عليها إخوتها للدفاع عن أبنائهم ، تقوم هي بالصراخ لا بالسكوت لذا يبدؤون بضربها ، وهكذا مرضت بأمراض نفسية كالربو و مرض القلب ، وفي يوم تلقت نورة مع والدتها دعوة لحضور حفل الزفاف فلبن الدعوة ، وقامت بالواجب هي و أمها ، انتبهت نورة أن الكحل قد سال
فقالت لوالدتها: أمي إن الكحل قد سال قليلا
الوالدة : كلا يا ابنتي إنه غير واضح
نورة : أمي سأذهب لأخففه و أحضر لكي شيئا تشربينه
الوالدة : حسنا
ذهبت مريم للحمام وبعد ما انتهت دخلت البوفيه لإحضار عصيرا لأمها ولكن التصق فستان نورة بثوب امرأة أخرى
فقالت نورة : عذرا يا خالة دعيني أساعدك في فك الفستانين
المرأة: حسنا يا ابنتي
وعندما انتهت نورة شكرتها المرأة وسألتها عن أمها و عائلتها ، ففكرت أن تخطبها لا لجمالها ، لم تكن جميلة و لكن لطيبة قلبها ، وعندما عرضت الأمر على ولدها وافق ، وجاءوا لخطبت نورة ، و وافقت نورة وأمها والإخوة أيضا ، ولكن نساء إخوتها يكرهون نورة لذا قالوا لزوجها إنها عرجه ، و عمياء ، فذهب و قال لأمه ولكن لم تصدق الأم ونهت عن ذالك الأمر لأنها رأتها ، وتم الزواج ولله الحمد.
وعاشت نورة حياة سعيدة ، و كانت عقيما وذهبت لتعالج وبعدها أصبحت حاملا ، و كانت حياتها يسيرة ، وبعد ها رزقت بفتاة جميلة واتصلت على زوجها لتبشره ولكن عندما عرف أنها فتاة أقفل السماعة بوجهها وصدمت على تصرفه .
فتغير عليها كليا وصار قاسيا بمثل قسوة إخوتها و أكثر ، ورزقت أيضا بفتاتين والرابع ولدا ، ولكن لم تتغير المعاملة ، و أصبحت نورة مضطربة عاطفيا وكانت تشبع غليلها بضربها لأولادها ، فكانوا جميعا لا يعلمون أن يذهبوا إلا أين فقد فقدوا الأمن ، فعندما يخافون لا يلجئون لأحد بسبب عدم وجود الأمن إلا ابنتها الكبيرة ذات الأعوام الست فلم تكن تخاف من والدتها بل كانت تشفق عليها ، وكانت تساعدها إلا أن نورة كانت تضربها فعندما لم تأكل ابنتها الكبرى طعام العشاء قامت نورة بضربها ضربا مبرحا أدى إلى دخولها المستشفى .
ولم تكن ذات الأعوام الست تستطيع أن تفعل إلا أن تبتسم لأمها ابتسامة بريئة ، فهي تعلم بحياة أمها القاسية فلم تكن عمياء ، إذ أنها كانت ترى ما يجري من حولها ، وكانت عندما تضرب نورة أبنائها كانت ابنتها الكبرى تضم إخوتها خوفا عليهم من أمها ، فقد صارت تقلق كثيرا من أمها على إخوتها ، وقد ملأ وجه الطفلة البريئة الحزن ، وكانت حزينة جدا تحاول مساعدة أمها و لكن لم تعلم نورة بذالك ولم تفهم
ومرت الأيام و نورة على حالها فلم تذهب لطبيب ولم تعالج وهي تعلم أنها مريضة ، و كانت ابنتها تساعدها ولكن كانت تضربها ، وتساعدها مرة أخرى وترجع تضرب نورة بقسوة ، ابنتها ذات الأعوام الست تعلم إن أمها لا تعي ما تفعله لذا فكانت تتحمل ضربها وتبعد إخوتها إذا غضبت نورة ، فكانت الابنة تطيع الأم كثيرا حتى تكسبها ، و لكن لا فائدة ، فلم تتغير نورة أبدا ، ومرت الأشهر والأعوام ، وهذه هي ،ن وابنتها الصغيرة كبرت وكبر معها حزنها .
و
ابنة نورة تعبا شديدا ، فهي لم تستطع أن تتحمل هذا الحزن الذي كان معها منذ الصغر ، و في يوم دخلت الخادمة لتعطي ابنة نورة الغداء في غرفتها ، ونادت الفتاة ولم تستجب لها ونادتها فلم تتحرك بل هي ساكنة ، ونادت الخادمة بخوف وارتباك على نورة ، و رأت نورة ابنتها وقد كانت مبتسمة ، ونادتها نورة ونادتها فعلمت أنها توفت ، ماتت من الهم ، لم تستطع تحمله ووجدت بجانب ابنتها رسالة مكتوب بها إلى أمي الحبيبة ففتحتها نورة وهي تبكي بكاء شديدا .
ما كتب بالرسالة :
أمي الحبية أرجو منك معاملة إخوتي بلطف وأرجو منك أن تعالجي نفسك من الاضطرابات النفسية ، أحبك بقدر ما عاملتني أنا و إخوتي بقسوة . ابنتك حنين