شمسُ الضحى غابت هناك فاختفى
كل أثرٍ للحياةِ وللبشرْ
في هذه الجناتِ انفجر الخطرْ
فرَّ الشجرْ
وتوارت الأزهارُ، وانقطعَ المطرْ
كتلٌ من الموتِ، بالآت الشررْ
تضربُ الأرضَ، فتقتلعُ الحجرْ
* * *
فجيوشُ "أبرهةٍ" تقدمها الخرابْ
جاءت إلى الميدان من عمقِ الضبابْ
تشعل الليلَ جحيماً وعذاب
الفيل أولها، وآخرها السرابْ
* * *
وطغى الفيلْ، وأنذر بالشقاءْ
روج الظلمَ بأرضِ الأنبياء
فجر الأعينَ دمعاً وشقاء
صرخاتِ أمٍ استبد بها البكاء
وأبٍ يضمُ إليه جسداً هامداً..
تلطخ بالدماء
* * *
وإذ اطمأن الفيل في أرضٍ تغطيها الدماءْ
ثارت عليه كل أركان السماء
ترسل الطيرَ أبابيلاً
تَقْذفُ الأحجارَ سجيلاً
وحجارة السجيلِ تنذر بالعذابْ
ينصب فوق رؤسهم
دون برقٍ أو سحابْ
ستفورُ بين ضلوعهمْ
ستطيرُ تخطف الرقابْ
ستكون للشهداء ثأرٌ
وتكون للقدس انتقامٌ
للمسجدِ المحروقِ تذروهم رمادْ
ستعيدهم شعباً تفرق في البلادْ
خلقاً في البريةِ
دون أرضٍ، أو مَعادْ
* * *
وحجارة السِّجيلِ تكتبُ بالرّماد
بنو "قريضةَ" أرضهمْ ليست هناك
فهناك ربّ، سوف يحمي بيته
وهناك شعبٌ صامدٌ، مستبسلٌ
وهناك طفلٌ.. سوف يقذفُ بالحجرْ