الليل والأطفال
من قديم الزّمان كان الليل حزيناً جداً كان يسمع أطفالاً يقولون:لا نحبّ الليل
وآخرون يقولون: الليل موحشٌ ومخيف
والآباء والأمهات يحاولون إبعاد الخوف، دون جدوى ويطلبونَ من الأولاد الذّهاب إلى النّوم
فالليل مخصص للرّاحة والنهار للعمل، وتُطفأ الأضواء
فيظهر الليل خلف النّوافذ قاتماً يغطي كلّ شيء
الأشجار والبيوت، والشوارع، فيجزع الأولاد ويأوون إلى الفراش مكرهين
ودائماً يقولون: الليل مخيف، نحن لا نحبّ الليل
تجوَّلَ الليلُ كثيراً؛ حكى قصّته لكل من صادفه، قال لـه القمر
لا تحزن يا صديقي، سأساعدك، وسيحبّك الأطفال
فرح الليل حين سمع ذلك، وبعد مدّة أطلّ القمر وسطع ببهاء
سمع الليلُ الأطفالَ يقولون: ما أجمل الليل في ضوء القمر
ولكنّ القمر لا يستطيع أن يبقى طويلاً، وعندما ينتهي من
عمله كان يذهب إلى مكان آخر ليبدأ عملاً جديداً
فيشعر الليلُ أنّ الأطفال عاودهم الخوف، وقبل أنْ يبحث عن
حلٍ كانت النجوم تلمع في بحر السماء
والضفادع تنقُّ مغنيةً أجمل الأغاني، وكان يسمع صوت البومة وهي تتمتم
الليل جميل ورائع، وأنتم أيها الأطفال جميلون فاذهبوا إلى الفراش
صار الأولاد ينتظرون القمر، وبعضهم ينتظر النجوم فيبدأ يعدّها من نافذته حتى يغفو
وآخرون كانوا يسعدون بأغاني الضفادع وحكمة البومة، وعندما يذهبون إلى الفراش يبدؤون رحلة الأحلام