الحياة زهرة جميلة إذ لم نعرف كيف نقتطفها بشكل صحيح حينها سوف نتعرض لأشواكها وحينها سوف نتألم منها .. ولعلي أعطي تعبيرا آخر للحياة يعطي إدراكا أوسع فالحياة مدرسة واسعة والكل يؤدي دوره فيها فالبعض يعطي دوره حقه وأكثر والبعض الآخر يقوم بالدور ولكنه مصحوب بنوع من التجاهل أو بلغتنا. والبعض الآخر أيضا ليس له وجود أبدا سوى بالاسم فقط فهو يعتمد على الآخرين في جميع أموره حتى ابسط الأمور وأيسرها ولكن الإنسان الذكي منها هو من يعرف كيف يستفيد ويتعلم من ادوار الآخرين في هذه الحياة لتساعده على إكمال دوره على أكمل وجه وبصورة حسنة جدا ويحضرني الآن قول (نابليون) عندما سئل ذات مرة: كيف تولد الثقة في جيشك فقال: أرد بثلاث من قال لا اقدر قلت له حاول ومن قال لا اعرف قلت له تعلم ومن قال مستحيل قلت له جرب ففي قوله حكمة عظيمة لنا من اجل أن نتعلم ونستفيد سواء من أدوارنا في الحياة أو ادوار الآخرين.
فالكل منا يعلم أن الحياة مجموعة من التجارب والخبرات والمستفيد من تلك التجارب هو الإنسان الذي ميّزه الله بالعقل على سائر مخلوقاته .. ذلك العقل الذي انعم الله به علينا وهو المسئول الأول والأخير على مسيرتنا من أولها لآخرها من صواب وخطأ .. واعتقد أن الإنسان لابد له من الخطأ لأنه لولا الخطأ ما علمنا معنى الصواب ونحن نجد معنى الصواب في عقول من هم اكبر منا سنا وأكثر من خبرة وأكمل منا حكمة وهذا الضوء الذي سيشع علينا إنما هو المشورة من الآخرين فقد ورد في الأثر: (ما ندم من استشار) فالمشورة هي الطريق الصحيح للوصول إلى الصواب وقد أمر الله بأخذ الرأي ومشاورة من هو دونه ممن لديهم الحكمة فقد قال تعالى مخاطبا نبيه وشاورهم في الأمر) فإذا عزمت فتوكل على الله فليس من الخطأ أن يستشير الإنسان من هو اعلم منه .. ففي المشورة الصلاح والنصر.
خاطرة من القلب
حياتنا هذه قصيرة وان طال بنا المقام فيها فما نحن سوى ضيوف وسيأتي علينا يوم نرحل فيه ولن ينفعنا إلا أعمالنا الصالحة فلماذا نبخل على أنفسنا بأن نرسم داخل أعيينا فرحة وان نخرج من قلوبنا ضحكة صادقة ؟ لماذا نبخل على أنفسنا بأن نكون زهرة في حقل الحياة لنبقى ذكرى عطرة فواحة للآخرين لماذا.. ولماذا؟