لو رجعنا غدا.
وأراد الزمان أن يرانا كما كنّا .
والتقينا.
فهل ينبض الميّتان خلف ألواح صدرينا.؟
لو رجعنا غدا .
ورآنا القمر بعد غيبتنا الكبرى .
ورأى كيف نمنح ما قد غّبر ومضى فرصة أخرى .؟
لو رجعنا غدا.
ورأتنا النجوم نجمع الذكرى الذابله .
نستعيد الهوى ونظلّ نحوم حول أحلامنا الراحله .
لو رآنا الطريق نشقّ السكون بتعابيرنا الجامده .
ويخادعنا ما طوته المنون .
من رغباتنا الخامده .
ونزيل رماد شهور طوال .
عن هوى لفّه المستحيل فوق أشلائه ذكريات ثقال .
من دموعي وحزني الطويل سترانا النجوم نسير معا .
يخدع الليل مرآنا .
خلف أهدابنا شغف مدّعى .
ساتر سرّ ما كان.
وسيسخر من شبحينا القمر .
وهو يرقب كيف نسير .
كيف ننشر ما قد طواه القدر .
واحتواه سكون المصير .
وهناك نرى جثث الأشواق .
في خمود طويل عميق .
ويخادعنا لونها البرّاق.
على امل أن تستفيق .
ونرى ركب أيّامنا الماضيه .
لم يزل لاهث الأنفاس .
فنمدّ له الأذرع الذاويه علّه يوقظ الإحساس .
ويرانا الدّجى راكعين على تربة المرقد الجافيه.
نلمس الجثث المرسلات إلى الأفق أعينها الخابيه .
ويرانا الدّجى فجأة في عياء .
في أسى غامق شارد .
واقفين نحسّ اصطدام الرجاء .
بثرى الواقع البارد .
ويمرّ على جبهتينا المساء .
باردا مثل لوح جليد.
وتعود كواكبه البيضاء .
أعيننا طفحت بالوعيد.
ويشيّعنا القمر الهادىء.
ببرود مثير غريب.
ويلاحقنا وجهه الهازىء.
حيث سرنا بصمت مريب .
ونحسّ أخيرا بأنّ القضاء .
قد طوى حبّنا الآفل.
وبقينا حيارى هنا غرباء .
نذرع العمر القاحل.
وهنالك سوف يغنّي الرّماد .
وسيسخر حتى القمر .
من أسانا ومن أمل لا يعاد .
كان يوما لنا واندثر.