قدم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من بعض عوالي المدينه _ وهي القرى المحيطه بها _ فدخل السوق والناس على جانبيه فمرّ بجدي أسك. والجدي من صغار الماعز وهو أسك : أي مقطوع الأذنين فأخذه النبي عليه الصلاة والسلام ورفعه وقال: " هل أحد منكم يريده بدرهم؟
وكان سؤال عجيبا ان يعرض عليهم النبي صلى الله عليه وسلم واله وسلم شراء تيس ميت مشوه الخلقه قد فقد قيمته التجاريه وهان على أهله حتى حتى ألقوه في السوق فلم يعباء به احد
فاستلفت هذاالسؤال انتباههم واجابوا قائلين : مانحب انه لنا بشئ وما نصنع به ؟فأعاد عليهم السؤال ثالثه: ((اتحبون انه لكم؟)) فازداد عجبهم لتكرار هذا السؤال العاجب وقالوا : لا والله لوكان حيا لكان عيبا فيه انه اسك فكيف وهو ميت
حينها قابل النبي صلى الله عليه وسلم هذه النفوس المتلهفه لمعرفه مابعد السؤال المتتابع ...
فألقى اليهم بالحقيقه التي يقررها لتستقر في اعماق وجدانهم قائلا
فوالله لدنيا اهون على الله من هذا الجدي !!
فهذا جدي ميت لا يساوي شيئا ومع ذلك فالدنيا أهون وأحقر عند الله تعالى من هذا الجدي الأسك الميت فهي ليست بشيء عند الله ولكن من عمل فيها عملا صالحا صارت مزرعة له في الأخرة ونال فيها السعادتين: سعادة الدنيا وسعادة الآخرة.
أما من غفل وتغافل وتهاون ومضت الأيام عليه وهو لم يعمل فإنه يخسر الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: (قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) وقال تعالى : (والعصر) (1) (إنّ الإنسان لفي خسر) (2) (إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر)
وكل بني آدم خاسر إلا هؤلاء الذين جمعوا هذه الأوصاف الأربعة: آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. جعلنا الله وإياكم منهم.
من كتاب لوحات نبويه
اللهم من قرأ موضوعي كاملا
اللهم فاسعدده في حياته وأخرته
ولاتحررمه ياارب الاجرر