ألسنٌ تُنافق
ألسنٌ تُجامل
ألسنٌ يخونها التعبير عن مشاعرها
وَ أُخرى نست أن ما تلفظه من قول
عليه رقيب من الملائكة والله الرقيب عليهم
أجمعهم
فاتخذته أداةً لِكذبها وَ زيفها
وَ خداعها
أصبحت لدي فجوة بيني وبين تلك الألسن
لم أعد أثق بأي أحد
لا أحد منهم يستحق أن أوليه ثقتي
تحطمت أواصر الثقة عبر كلمات تخفي
وراءها الكثير من الحقد والحسد والشحناء
وتصرفات ومؤامرات كلها بغضاء أخفوها برداء
الخوف والأسى أمامي و أمام الآخرين بل إنهم أمام
الآخرين يتعاملون بكل لطف وشفافية ما يزيد
كمية حنقي تجاه البشاعة التي واروها في أفئدة
خاوية من الرحمة
حتى جاء يوم ورأيتُ ملامح تتلون وتتشكل
كل لحظة واستجبت لداخلي وتتبعت ذلك
الإحساس
فوجدت أن قلبي كان أكثر صدقاً
مما رأيته بأم عيني أو سمعته بأذني
فعرفتُ أن لا
شيء هناك يستدعي أن أثق بالألسنة
وهمسها بل يجب أن أنظر لأعينهم ونبضهم
نحوي
فوجدت الكثير وذُهلت بأكثر وتلقيت الكثير
من الصدمات
وجوهٌ مُكفهرة ممتلئة غيضاً
و
وجوهٌ أبرمت مع آخرين رداءً يُحاك
ظاهرهُ بالأمن والاحتواء وباطنهُ مُذعن
ومُصر على الوصول لمأربه ووجدت كل
ذي أحد له مأرب مختلف يلبي ما يحتاجه
وفوجئت بتلك الوجوه التي صفاءها أغرقني
ولو كانت صامتة لا تبوح فقد باحت العيون
بكل شيء رأيتُ أن تلك الوجوه بملامحها
الهادئة وبسماتها الرقيقة أهدت لي سراً عظيماً
ورأيتُ أن المتكلم داخلي أصدق من أي أحد
ولا أظنـه قد أهمل شيئاً وأدركتُ أني لم أكن
أعلم شيء أو أعرف شيء بل كان القلب يشعر
وعندما تركتُ لقلبي أسفر بالوضوح وبدأ يتكلم
واستجبت له طاعة ورهنتُ نفسي لسؤال الوجوه
وودعتُ الإصغاء للألسنة
كم أنت صادق يا
[ امبرتو ايكو ]
لا أعرف شيئا , ليس هناك شيء أعلمه , وإنما الأشياء يحسّها المرء بقلبه
اترك قلبك يتكلم , اسأل الوجوه , ولا تستمع إلى الألسنة.