بسم الله الرحمن الرحيم
هذا رجلٌ دخل على أبناءه و زوجته ويسألهم : ماذا تريدون أن أحضر معي من السوبر ماركت ؟!
يردُ الأبناء : نريد كذا و كذا
و الزوجة : وأنا أريد كذا و كذا !
خرج الأب .. وبعد دقائق يرن الهاتف !
منزل " فلان " قالوا نعم ؟!
قال : والدكم في المستشفى !
يذهب الأبناء مسرعين خائفين والدموع تذرف من أعينهم !
و عندما يصلون ..إلى المستشفى يُصدمون بالخبر ؟!
والدكم " مات "
مسكين .. كان يظن انه سيرجع للبيت !
لأبناءه و زوجته !
وأيضاً ...
هذا الذي .. بنا بيته .. وكان يخطط .. ويحلم .. و يأثث منزله .. " منزل العمر كما يقولون "
و لكن الموت كان أقرب !
وأيضاً ..
ذاك التلميذ المجتهد .. الذي .. يحلم بيوم التخرج !
وفعلاً يأتي .. هذا اليوم !
وهو بالطريق للجامعة ليأخذ شهادة التخرج !
يحدث له حادث
فـ يفارق الدنيا !
وأيضاً ...
و غــيرهآ من القصص الكثير ..
أنت يامن تقرأ كلامي ..
ربما عشت الكثير من المواقف والقصص .. تذكرها .!
وتذكر .. انه ربما أنت ستكون الميت !
نعم !
أنت ..
أم تظن انك مخلد في هذه الدنيا ..!
كل نفسٍ ذائقة الموت
نسينآ الموت !!
و ما أنساناه إلا الدنيا ..!!
انشغلنا بها ونسينا .. الآخرة !!
سأروي لك حالة .. يمر بها أغلب الناس أو بعضهم ؟
هذا رجل على الفراش أحس بأمرٍ غريب .. رأى شيءٌ عند رأسه جالس .. قال من أنت ؟
قال : انا ملك الموت
قال : و ما الذي تريد ؟!
قال : أريد ان أقبض روحك !
قال : انتظر .. انتظرر .. انتظرر قليلاً
قال : لماذا ؟
قال : عندي ذنوبٌ .. أريد ان أتوب منها ..
انتظر صلاة الفجر لم أصليها .. انتظر .. عندي أغاني و أفلام اريد ان أتخلص منها ..
انتظر لما أغتسل من جنابة .. انتظر لقد اغتبت ناس .. وظلمتهم .. ولم أستحل منهم !
انتظرني قليلاً !
قال : كلا
وإذا بالروح تنزع !
ويصرخ !
ويأتون أهل بيته ..
ويرون أعينه شاخصة تنظر لهم !
ويكلمونه .. ولا يرد ..
نعم .. لن يرد .. فهو الآن جسدٌ بلا روح !
يصرخ الأبن .. ويرتمي في حظن أبية .. يا أبي .. لا تذهب و تتركنا !
يا أبي .. تتركنا لمن !
قال تعالى :
(كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ)
من يأتي بالطبيب وجاء الطبيب لكن لا فائدة !
(كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ)
فراق البيت .. والابناء والبنات .. و الزوجة والوالد والوالده و المنصب والشهادة !
وكل شيء بهذه الدنيا
(كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ)
فإذا به بعد لحظات ... ويغسل .. وألتفت بالكفن الساق بالساق !
(كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ)
نعم هذه نهايتنا إلى ربنا نعود !
أنظر حولك .. وتذكر أقاربٌ لك ماتوا .. و أصدقاء !
بل أين هم الملوك .. و الوجهاء !
كلهم .. تحت التراب !
أكلت أجسادهم الدود !
لو .. ان أحدكم .. أتاه ملك الموت .. فهل سيقول .. أمهلني .. لكي أودع أهلي .. وأحبتي !
أم سيقول .. امهلني .. كي .. أكمل المسلسل الذي أتابعه !!
(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي ارجعون، لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)
لا .. والله .. انه سينسى كل شيء بالدنيا ..!
ولن يفكر إلا أن يعمل عملاً يكفر عن ذنوبه به.. بل سيخر ساجداً .. يرجوا من ربه المغفرة !
بل سيبكي الدم وليس الدموع على ذنوبه !
ضع نفسك في هذا الموقف .!
حاسب نفسك ..؟
تخيل انك في يوم الحساب .. ووضع كتابك أمامك ؟؟
وستُسأل وتحاسب عن كل شيءٍ فيه !
فكر .. بأعمالك ؟
قارن .. بين حسناتك و بين سيئاتك .؟
وأنظر .. كفت من سترجح ؟!
حاسب نفسك قبل أن تُحاسب !
فإنك والله لا تعلم .. متى تأتي ساعتك .؟!
ربما .. لن تكمل ليلتك هذه !
أختي الكريمة ..أخي الكريم ..
هذه وقفه في طريق العمر
أسئل الله أن يجمعني وأياكم ..
في الجنة تحت سرر مرفووعه متقاابلين فيهاا حيث الولدان المخلدون