السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
طفلٌ صغير..
أمام التلفاز.. يشربُ العصير..
والسماء ترسل الأمطار..
والطفل يُرسل إلى التلفاز الأنظار :
فتاةٌ ترقص.. ورجلٌ سكيّر !
لا بأس.. ترفيه بريء..
لتضحك الأزهار !
(فاصلٌ قصير)..
وإليكم نشرة الأخبار..
شاهد الطفلُ أمراً مرير !
دماء.. صراخ.. دمار..
بكاءٌ كثير !
تعجب الطفل الصغير !
أمي.. أهي حكاية ؟
أم نكاية ؟ إنها شيء مثير !
قالت الأم :
يا ولدي.. اصمت.. اسكت..
اشرب العصير.. إنها الأخبار..
وأنت طفل صغير !
صمت.. وسكت..
وفي عقله تدور الأفكار..
نادته الأم.. وقالت :
هيا يا ولدي..اذهب إلى السرير !
ولّى.. والعقلُ في تفكير..
نار ؟ دمار ؟ ألف قتيل ؟!
يا لها من أخبار !
فكر الطفل.. وقال :
سأسأل أستاذ التفسير !
في المدرسة..
تسائل الطفل الصغير..
- وقد طال الانتظار - :
يا منير.. متى حصة التفسير ؟
أجابه : الدرس الأخير !
استبشر الطفل الصغير..
فالآن سيأتي أستاذ التفسير !
دخل الأستاذ.. وقال :
اليوم سنكمل سورة الانفطار !
يا منير.. أقرأ من قوله تعالى :
(( إن الأبرار ... ))
قرأ الطفل منير..
وبجانبه الطفل الصغير..
صمت الطلاب..
وإلى المصاحف وجهوا الأبصار..
انتهت السورة.. فقال الأستاذ :
أحسنتَ يا منير !
والآن..
استمعوا إلى التفسير..
مضى الأستاذ يشرح..
وما من طالب يسرح..
لا سيما الطفل الصغير !
حتى أنهى الأستاذ الشرح..
فقال : هل من استفسار ؟
رفع الطفل يده.. وقال :
أستاذي القدير..
البارحة كنت أشاهد التلفاز..
فجاءت نشرة الأخبار..
شاهدت شيئاً مثير !
قتيلاً.. وجريحاً.. وأسير !
وسمعتهم قالوا :
أغتيلت الطفلة عبير !
ما الأمر يا أستاذ ؟
من الأبرار.. ومن الفجار ؟
حينها.. دخل المدير.. فقال :
هيا يا طلاب.. انتهى الدرس الأخير..
والأهل بالانتظار !
خرج الطفل الصغير..
يحمل شنطته..
وعقله يحمل الأفكار !
مضت الأيام..
كبر الطفل الصغير..
وصار في عِداد الكبار !
أنهى الدراسة..
واشترى سيارة فخمة.. ودار !
وتزوج فتاة اسمها عبير..
أنجبت له طفلاً صغير !
قال : يا الله.. إنه كالقمر !
سأسميه : منير !
وذات ليلة..
كان منير أمام التلفاز..
يأكلُ الحلوى.. ويشربُ العصير..
والسماء ترسل الأمطار..
والطفل يرسل الأنظار :
فتاةٌ ترقص.. ورجلٌ سكير !
(فاصلٌ قصير)..
والآن.. مع نشرة الأخبار..
شاهد الطفل أمراً مرير !
دماء.. صراخ.. دمار..
بكاء كثير !
تعجب الطفل الصغير !
أبي.. أمي.. أهيَ حكاية ؟
أم نكاية ؟ إنها شيءٌ مثير !
قالت الأم :
يا ولدي.. اصمت.. اسكت..
اشرب العصير.. إنها الأخبار..
وأنتَ طفل صغير !
صمت.. وسكت..
وفي عقله تدور الأفكار..
قالت أمه : هيا يا ولدي..
اذهب إلى السرير !
ذهب الصغير..
والعقل في تفكير..
نار ؟ دمار ؟ ألف قتيل ؟!
يا لها من أخبار !
فكر الطفل.. وقال :
سأسأل أستاذ التفسير !
في المدرسة..
تسائل الطفل الصغير..
- وقد طال الانتظار - :
يا ترى.. متى حصة التفسير ؟
قالوا : الدرس الأخير !
استبشر منير..
فالآن سيأتي أستاذ التفسير !
دخل الأستاذ.. فقال منير :
يا أستاذ.. ستشرح سورة الانفطار ؟
فقال الأستاذ : نعم.. ما بك ؟
يبدو أن لديك استفسار !
قال : نعم..
فقال : تفضل يا منير !
قال : البارحة كنت أشاهد التلفاز..
فجاءت نشرة الأخبار..
شاهدت شيئاً مثير..
قتيلاً.. وجريحاً.. وأسير !
وسمعتهم قالوا :
أغتيلت الطفلة عبير !
ما الأمر يا أستاذ ؟
قال الأستاذ :
أووه.. سؤالٌ كبير !
لكن الأمر باختصار :
مسلمون.. وكفار !
قال منير :
ولماذا يهدمون البيوت..
ويقتلون الصغار ؟
قال الأستاذ :
هذا قضاء قدره القدير !
وهو الحكيم الخبير !
قال منير : أما لهم من نصير ؟!
قال الأستاذ : نحن ضعاف..
لا نملك إلا الاصطبار !
خلت القلوب من اليقين..
فتكاسلتْ عن الانتصار !
وعاشتْ بلا ضمير !
نعم.. عاشتْ بلا ضمير !
قال منير : يا أستاذ..
وهل المسلمون قليل ؟
قال : لا.. بل هم فوق المليار !
ولكنهم متشاغلون بأمر حقير !
قال منير :
صحيح يا أستاذ..
هم في لهو ٍ كبير..
والفتاة نزعت الخِمار !
قال الأستاذ :
صدقت يا منير.. والنصرُ سيأتي..
ولو ولى الجميع الأدبار !
قال منير : فما الحل إذا ؟!
قال الأستاذ : أمرٌ يسير !
العودة لهذا الدين..
حينها.. سيأتي الانتصار !
ويقول الصغير والكبير :
متى يحينُ النفير ؟!
متى يحينُ النفير ؟!
قال منير : شكراً يا أستاذ..
قد كنتُ أطيل التفكير..
وكنت دوماً مُحتار !
قال الطلاب : شكراً لك يا أستاذ..
والشكر الأكبر لمنير !
حينها دخل المدير.. فقال :
هيا يا طلاب..
انتهى الدرس الأخير..
والأهل بالانتظار !
خرج منير..
فركب مع والده وقال :
كم أحبُّ أستاذَ التفسير !
وأحبُّ نشرة الأخبار !
ابتسم الأب.. وقال :
أهااا.. فهمتُ.. فهمت !
الآن سأحطم ( دشَّ ) الفجار !
وأنقي البيت من الأخطار ..
وسأدرسُ معك التفسير !
وسأدرس معك التفسير !
مما أعجبنى