تموت الذكرى .. لتحى ذكرى اخرى في قلوبنا ... لتستيقذ الذاكره ... على مساء بجرح جديد ... كان مخبا بين اوراق الخريف ... ينظر حزن السحاب .. ينتظر الوقوف على عتبات التاريخ .. ليبدا الغد .. وكانه طفل يتيم ... ونحن نسير بين الضباب
كسفينة مهجوره ... تنتظر الغرق ... او الارتطام .. بشيئ ما .. فايامنا مجهوله ... ولا مفر منها ....
تسقط منا عواطفنا .. ونحن بأمس الحاجه الها ... نبعدها ... ننكرها .. يملئنا الغرور .. تقسو قلوبنا ... نستمد قوتنا من ضعفنا ...
نهجر مقاعدنا ..ونتركها لاوراق الخريف ... وهي الاوفى منا ...
في صموها ... في وجه الريح ..
يكبر فينا الكبرياء ..لتعلو فوق شفاهنا ... ابتسامة صفراء ...
نتنكر خلفها ... خلف ماضينا .. خلف ضمائرنا السوداء ..
ونضن بأننا اقوياء ... وفي لحظات السقوط لا نسمع الا صوت...
البكاء ... لتبصر اعييننا اعظم سقوط .. لنقرأ ماهو مكتوب على هذه الاوراق.. و نفجع من حقيقة انفسنا ... واننا كنا نطارد ...
خيوط الوهم ... من ظلال الاشجار ...
لنعلم بأننا اصغر مما كنا نتصور ... وابسط من ان نتنكر ...
تمضي بنا الايام .. في سكون ... نكون الابطال فيها ..
وان اختلفت ادوارنا .. (نبقى عابرين سبيل ) فمنا من يمسك بالسوط .. ومنا يجلده السوط .. ومنا من يعد ضربات السوط ...
ومنا من يرفض الظلم والاستبداد .. ومنا من يقبله .. ومنا من يعشيه .. ومنا من يكتمه في نفسه ......
حكاية الخريف معنا ... نحن والاشجار اننا نصبر على سقوط اوراقنا .. ولكن وجه الاختلاف بيينا اوراق الشجر تسقط صفراء ..
على ضفاف الانهار ... اما نحن نسقطها خضراء ... على ضفاف الحب والوفاء ..
نسمع صوت الريح .. تمزقنا العواصف كما تشاء .. ونصبح غرباء ... في اوطاننا ... في بيوتنا ... حتى مع انفسنا ...
ولا نملك شيئا سوى اننا ابطال ...
يسقط منا الجمال ... تتعرى قلوبنا .. نهجر الحب ... نترك اصدقائنا ... وكل شيئا خلفنا ... نمضي ... ونشتاق ... وننتظر سقوط الامطار ...
لتنتهى حكاية جديده وتبدا حكاية اخرى ... من حكايات الخريف .......