حين وصل طبيب النجدة إلى الشقة الواقعة في الطبقة السابعة بإحدى ضواحي مدينة هامبورج، وجد مشهدا مرعبا جعله ينفجر باكيا. شاهد جيسيكا ممددة على سرير والديها وتحول وجهها إلى وجه مومياء صغيرة. جيسيكا التي يبلغ طولها1.10 متر بلغ وزنها في تلك الساعة 9 كلغ فقط وهو بالعادة وزن طفل لا يتجاوز عمره عامين. وجد الطبيب الشرعي نحو كلغ واحد من البراز المتحجر داخل أمعاء الضحية الأمر الذي يعني أن جيسيكا لم تحصل على طعام ولا على ماء لفترة طويلة. غير أن اليوم الذي توفيت فيه كان اليوم الذي حصلت فيه على وجبة من الطعام إذ كانت معدتها مليئة بالشوكولاتة والأرز ولأن أمعاءها كانت تعاني من إنسداد ماتت الطفلة الصغيرة اختناقا خلال عملية الاستقلاب. ميتة تثير الحزن والغضب لأن جيسيكا لم تمت ميتة طبيعية بل نتيجة عملبة تعذيب من قبل والديها ودون أن ينتبه أحد لاختفائها رغم توفر علامات كثيرة ومنذ وقت طويل... أشارت وسائل الإعلام المحلية إلى أنه كان يكفي أن ينظر المهتمون بقضية الطفلة جيسيكا نظرة واحدة إلى ملف والدتها مارليز. ففي عام 1982 تنبه مكتب رعاية الأطفال لها. في ذلك الوقت انتقلت مارليز وكان عمرها 13 سنة للعيش في مسكن خالتها بسبب الضيقة المالية التي وقعت فيها والدتها. من هناك انتقلت للعيش في مسكن للشبيبة تشرف عليه إدارة الشئون الاجتماعية. حملت سفاحا من أحد المقيمين معها الذي لم يرغب التعرف على مولوده. بعد وقت قصير تعرفت على رجل آخر يدعى رالف وتزوجته. كلما زارتها خالتها وجدت طفلها في غرفة مظلمة. راحت الخالة ترجوهما أن ترعي الطفل بعض الوقت وحين وافقا اتصلا بها وطلبا منها أن تحتفظ به للأبد. انتقل الطفل من حضن الخالة إلى العيش في حضانة أسرة بالتبني. بعد وقت وردت رسالة إلى الخالة جاء فيها أن مارليز حامل. تبع ذلك طلاق مارليز من رالف وانتقلت للعيش مع صديق جديد في ضاحية ينفيلد بمدينة هامبورج وفي المسكن الجديد وضعت طفلتها جيسيكا التي يعتقد المحققون الآن أنها عاشت طفولة أليمة للغاية في ظل والدين لا أحد من علماء النفس يستطيع تبرير تصرفهما.. كانت مارليز وصديقها رالف الذي ينحدر من مدينة برلين يمضيان الوقت في المساء في نادي للبلياردو. لم ينتبه أحد لوجود طفل في الشقة وأن جيسيكا كانت تتضور جوعا وتبحث في الشقة عن طعام. وقال بعض المعارف أن والدتها كانت تتحدث طيلة الوقت عن قطتها. وحين داهمت الشرطة شقة مارليز ورالف كان وزن القطة أكثر من 5 كلغ أي أكثر من نصف وزن جيسيكا حين فارقت الحياة.