كان هناك مجموعة من الضفادع تقفز مسافرةً بين الغابات ، وفجأة وقعت ضفدعتان في بئر عميق . تجمع جمهور الضفادع حول البئر ، ولما شاهدا مدى عمقه ، صاح الجمهور بالضفدعتين اللتين في الأسفل ، أن حالتهما جيدة كالأموات. تجاهلت الضفدعتان تلك التعليقات ، وحاولتا الخروج من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة وطاقة ؛ واستمر جمهور الضفادع بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة. أخيرا انصاعت إحدى الضفدعتين لما كان يقوله الجمهور ، واعتراها اليأس؛ فسقطت إلى أسفل البئر ميتة . أما الضفدعة الأخرى ، فقد دأبت على القفز بكل قوتها . ومرة أخرى صاح جمهور الضفادع بها طالبين منها أن تضع حدا للألم وتستسلم للموت ؛ ولكنها أخذت تقفز بشكل أسرع حتى وصلت إلى الحافة ومنها إلى الخارج. عند ذلك سألها جمهور الضفادع : أتراك لم تكوني تسمعين صياحنا؟! شرحت لهم الضفدعة أنها مصابة بصمم جزئي ، لذلك كانت تظن وهي في الأعماق أن قومها يشجعونها على إنجاز المهمة الخطيرة طوال الوقت. ثلاث عظات يمكن أخذها من القصة أولا: قوة الموت والحياة تكمن في اللسان ، فكلمة مشجعة لمن هو في الأسفل قد ترفعه إلى الأعلى ، وتجعله يحقق ما يصبو إليه. ثانيا: أما الكلمة المحبطة لمن هو في الأسفل فقد تقتله ، لذلك انتبه لما تقوله ، وامنح الحياة لمن يعبرون في طريقك. ثالثا: يمكنك أن تنجز ما قد هيأت عقلك له ، وأعددت نفسك لفعله ؛ فقط لا تدع الآخرين يجعلونك تعتقد أنك لا تستطيع ذلك. فقدرات الانسان لا محدودة ، وليكن طموحك كبير ، وهمتك عالية جدا ، ولا تلقي بالاً للمتكاسلين الفاشلين في حياتهم ، بل لا تفكر إلا في النجاح الذي ينتظرك في المستقبل ، وحتى إن فشلت مرة أو مرتين ، فليس الفشل أن تسقط ، ولكن الفشل أن تتوقف عن المحاولة ، وكما قالوا : النجاح موجود على الطرف الثاني من الفشل. وهنا يحضرني قول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فنجد أن قول الخير مفضل على الصمت ، وإن لم يكن في كلامك خير وطاقة ايجابية وتشجيع وأمل ، فعندها السكوت خير ، وكلنا نعلم عن الأحاديث الكثيرة التي وردت في حفظ اللسان