لا تجد موظفات فرع أحد البنوك المحلية، في الخبر، بأساً في التعامل مع المتسولة "نباتة" كأية عميلة أخرى لديها حساب مصرفي اعتيادي ولا يمنع منظرها البائس وملابسها الرثّة والمتسخة من أن تتحدّث "نباتة" بثقة وتطلب تنفيذ أوامر مصرفية متعددة تبدأ بإيداع 15 ريالاً في حسابها، وتنتهي بشراء أسهم شركات استثمارية كُبرى.
وما يُدهش في "نباتة" ذات الخمسين عاماً هو أن لديها شخصيتين؛ إحداهما التي تحكم تصرفاتها داخل البنك كعميلة ذات رصيد جيد ومستثمرة في الأسهم، في حين تظهر شخصيتها الثانية خارج البنك في شكل امرأة فقيرة تطلب المساعدة من الناس وتتحدث عن فقرها وضيق حياتها وسلسلة احتياجاتها حتى تستدرّ العطف وتجلب المال من ضعاف القلوب.
وتقول إحدى موظفات البنك إن رصيد "نباتة" تعرض للانخفاض مؤخراً بعد شرائها 1600 سهم في شركة سابك لتضمها إلى محفظتها المليئة بسلة منوعة من الأسهم الاستثمارية، وإن ما في رصيدها الحالي لا يتخطى 35 ألف ريال.
وتؤكد الموظفة أن "نباتة" "عميلة يومية يُمكن أن تتسلم آخر "صدقة" عند باب البنك قبل دخولها، لتضيفها على ما قررت إيداعه في حسابها". وتضيف "عادة ما تودع مبلغاً تراوح بين 15 و 300 ريال". لكن هذا المبلغ يمكن أن يتخطى هذا الحاجز "في بدايات الأشهر الميلادية وشهر رمضان".