-الســلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــه-
السمــاء يغلفها الغموض ورياح السموم..كأنها محملة بالغموم وكافة أنواع الهموم..ويسمع فيها زمجرة الرعد ويرى فيها سطوة البرق...إنهـــا تصــرخ بكل هدوء ووقــار
هناك أسفل سقفها..كان هناك عاشقان,بالحب والشفافية ذاتها يقتسمان...صاحب الرداء الدموي كطبيعته الشيطانية,وصاحبة الرداء المظلم..الذي يخالف طبيعتها النورانية
-كان واقفاً صامتاً بلا حركةٍ..فجأة ..تحركت شفتاه مفصحتان بذلك عن إبتسامة غامضة-
-كانت عيناها تلمحانه بكل حب وشوق.وإبتسمت.ومن فرط حبها فاض شلال الدموع من عينيها..فتناثرت الآلئ هنا وهناك وتبعثرت على صفحة وجهها فوجنتيها-
-نظر إليها بنظرة هادئة..أظلتها بسمته الدافئة..وحين بادلها الإبتسام..دبت الحياة في أوصاله فتقدم نحوها وأبحر في عينيها..وتحادثت العينان حول الآمال والأحلام..وإغتابتاهما-
-في لحظات من الزمن..تبدلت نظرتها إلى نظرة ملؤها التحدي والعناد,ولم تذب نظراته الحادة الثاقبة .........الهادئة..شيئ من جبالها الجليدية التي إحتلت قلبها..فلم يعد للحب ومسكنه القلب مكان هنا...إنه فقط للعناد..فقط له..-
فقال محدثاً السراب حوله..بعد أن حفرت دموعه الجافة نهراً على وجنتيه:
نعم صحيح أيها السادة...الشيطان قد يبكي,لا أكذب عليكم فلم أعتد الكذب إلا على نفسي
إعتدت على ألاف الطعنات بظهري...وإعتدت عنفها بتمزيق قلبي..فلم يعد يهمني شيئ من أمري
فألست أنا.. إلا شيطاناً يذرف دموعاً حارةً.. تشكل بعمقها أنهاراً جاريةً؟
وردةٌ معطرةٌ بعبير الحياة الخائنةِ..لآمالي وطموحاتي..أبعثها لك أيها الواقع القاسي مع تحياتي
-وتقدم لها..بعد أن أطفأ النار التي هدأت في أوصاله..وإقترب من جبينها..فقبّلت الشفاه الجبين..وداعب خصلات شعرها بلمسه حانيه..ونظر لها نظرة أخيرة..نظرة شخص تنطق عيناه إنه لـــمُفارِقٌ..وقال:
وداعاً..ليس إلى اللقاء,فما أبعد صبر نفسي على الشقاء
وداعاً..أرجو به لنفسي الهناء,لاحباً في البعد أو الجفاء
-كانت دموعها تتبعثر بعشوائيةٍ,وقلبه هو يحترق..كانت دموعها تمزق ملامحها بلاهوادةٍ,وجسدهُ عن روحهِ يفترق-
-نظرت إليه ترجوه أن يعدل عن قراره..وأن يواجه الواقع ويتوقف عن فراره..لكنه للأسف واجه الواقع وحاول أن يتغلب عليه لأجلها..فقتل آخر آماله وأحلامه..وكل طيف كان باقي في حياته ..أقصد سرابه-
-تقدم لحافة الهاوية..وقرر أن يسقط ويجعل ماتبقى من كرامته وقصاصات الحب الجميل تتساقط معه..فتقدم..أكثر وأكثر..وهي تنتحب عاجزه عن الإختيار...بينه أم بينها..فأعطى الهاوية ظهره حينما سمع بكاءها..!!-
-نظرت له...وتوقفت دموعها..وإبتسم لها من جديد إبتسامه عذبة,فأضحت تبكي وتضحك في ذات اللحظة ..لاأعرف من أعطاها الحق لكسر كل هذه القوانين...الآن مد ذراعيه نحوها..وهي أصبحت تحلق من سعادتها وإندفعت نحوه تريد أن تضمه حتى تدفئ..وتذيب الجبال الجليدية..التي قررت أخيراً إزالتها-
حينما إندفعت وهي فرحة..ومدت ذراعيها نحوه بكل سرور وحبور...فجــأة...
إنهــــمرت دموع السمــــاء
إحتضنت طيفه...وقد كان سراباً.........لإنه بالفعل..كان قد سقط..وإنتهى..ولم يبقى منه إلا إبتسامة عذبة..ونظرة دافئة تحمل كل أمل ورجاء..وحــب قاتل...متسلط
رنّت وهزّت صرختها الأرجاء..ودوت في كافة الأنحاء..وأذابت بحسرتها ماتبقى من كتل الجليد..ولكن بعد فوات الأوان..صاحت وأعلنتها:
كـــفرت بالحّــب
فجأه.....!!
داعبت يد ناعمه خصلات شعرها..وحينما نظرت إلى خلفها...عرفت إنها....الآن...
أســــيـــرة طــيفٍ
...نعم..إنها لعنة الحــب...القــاتل