كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
دعت النائبة الألمانية غابرييل باولي، في محاولة منها لإيجاد حل لمشاكل الطلاق المتفاقمة في المجتمع، أن ينتهي كل زواج اوتوماتيكيا بعد سبع سنوات من عقده. ويمكن، بعدها، لمن يرغب من الأزواج، أن يمدد زواجه كما يمدد المواطن إجازة سيارته لدى دائرة الرقابة على السيارات.
والمشكلة هي أن باولي الجميلة، 50 سنة، لم تقدم هذا المقترح في مقابلة صحافية أو خلال حلقة أصدقاء، وإنما ضمن برنامجها الانتخابي للفوز بزعامة الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ. ويعتبر الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وهو النسخة المحافظة المتشددة من الحزب الديمقراطي المسيحي في بافاريا، والحزب الشقيق لحزب انجيلا ميركل، من الأحزاب الكاثوليكية المتشددة. ويتنافس أكثر من مرشح على الفوز بزعامة الحزب، بينهم وزير الداخلية المتشدد غونتر بيكشتاين، ووزير الزراعة المبتلي بالفضائح الغرامية هورست زيهوفر والنائبة «المتمردة» باولي.
وينص برنامج باولي على أن الزواج لن يتمدد بعد مرور7 سنوات إلا بعد سعي حثيث من الزوجين. كما ينبغي على كل الراغبين في الزواج مستقبلا أن يثبتوا شروط الزواج والانفصال في العقد مسبقا، بما فيها الحقوق المشتركة، والميراث، ورعاية الأطفال، تجنباً لمشاكل وتكاليف المحاكم الناجمة عن الطلاق. وعلقت باولي في مقابلة مع صحيفة «اكسبرس» الواسعة الانتشار على المقترحات بالقول «ان الزواج ليس مؤسسة وإنما علاقة حب».
وفي حين اكتفى قادة الاتحاد الاجتماعي المسيحي بهز رؤوسهم أسفا على مقترحات باولي، وصف العالم الاجتماعي هورست هوفمان المقترحات بـ«الهراء». وقال الباحث القانوني إن مثل هذا المقترح سيؤدي إلى تراجع عدد الزيجات في ألمانيا. وأشار هوفمان إلى أن نسبة الطلاق في ألمانيا ترتفع إلى 50%، وأن مقترحات باولي تخص نصف المجتمع فقط.
وردت الكنيسة الكاثوليكية بحزم على مقترحات باولي التي «لا مثيل لها في العالم». وهدد كريستوف هيكيلي، كاردينال الكنيسة الكاثوليكية في كولون، محبذي الزواج على «الطريقة الباولية» (نسبة إلى النائبة باولي) بمنعهم من الزواج في الكنيسة وفرزهم عن «خراف الرعية».
وتحولت باولي في الفترة الأخيرة إلى «شوكة» في أعين قيادة الاتحاد الاجتماعي المسيحي بسبب تمردها على تقاليد المحافظين، إذ تظهر النائبة الجميلة، بشعرها الأحمر، في جلسات البرلمان بثياب «مثيرة»، كما تنشر صورها الفاضحة في الصحف دون أية مراعاة لوضعها السياسي. وتنتظر قيادة الحزب انتهاء الدورة البرلمانية الحالية بفارغ صبر للتخلص من «فضائح» باولي.
وفيما تنهمك الصحافة الألمانية في تحليل «الزواج الباولي» وتأثيراته على المجتمع، فاجأها عمدة ولاية برلين، ورئيس حكومتها كلاوس فوفيرات، المعروف بمثليته الجنسية، بالقول إن الوقت قد حان للألمان ليكون لهم مستشار مثلي. وينتمي فوفيرات إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي. وهذا ربما يصرف الأنظار قليلا عن مقترحات باولي «الأوتوماتيكية».