وأقبلت يا رمضان .!
.
" و أقبلت يا رمضان"
لكأني أسمع بابا ً يُطرق !!
نعم ..
قد يكون هناك طارق ..
آآآه
إنه رمضان..
حللت أهلًا ووطئت سهلًا يا أفضل الشهور وأقربها إلى قلوبنا يا ضيفنا العزيز الذي لا تملُ أيامه ,,
فيه يأنس العبّاد بلذة الطاعات وكثرة القربات التي تقربهم لرب الأرباب الرحيم الرحمن وإله الأولين والآخرين,, فيه بصيرة لمن احتار في سلك الطريق الصحيح وفيه سكنى للقلوب ومستراح للنفوس من الانقياد خلف الدنيا الفانية الزائلة التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
إن رمضان ربيع العمر و موسم الطاعات الذي لا ينبغي فيه أن يهدر المسلم وقته في ملهيات شتى، تغنيه عن خيرات كثيرة ومنها؛ تلك المسلسلات التافهة وما فيها من عُري مرفوض واختلاط مذموم ومفاهيم خاطئة تتشربها عقول شباب الأمة الإسلامية, وأيضًا المسابقات والفوازير لما فيها من مخالفات شرعية واضحة؟ الله بها عليم ..
وغيرها الكثير ومفاد ذكري لها حتى نتجنبها في أيامنا الغالية ولا نفنيها في تفاهات لا طائل منها ولا جدوى!!
ولنجعل رمضاننا في عامنا هذا مختلف عن رمضاناتنا السابقة خصوصًا بأنه سيكون بإذن الله خلال العطلة الصيفية على عكس السابق.
{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }
( فإن التغير لا بد من أن يكون منا ومن الآن ولا ننتظر التغير يأتينا من غير مبادرة منا ولا عزم ولا نية )
فإنما رمضان يجب أن تستغل دقائقه وثوانيه على الوجه الصحيح وذلك عن طريق التخطيط المسبق له وإيقاد جذوة الهمة و النشاط في نفوسنا منذ الآن من خلال الاستماع للمحاضرات النافعة و قراءة الكتيبات المفيدة.
& وفقنا الله وإياكم لقيامه وصيامه على الوجه الذي يرضيه عنا &
ولا يشبه عليكم البعض إن حرمان النفس من المباحات فيه مضرة، أو فيه تضييق على ما أحل الله ..
فقد ثبت أن في ذلك للإنسان خير كثير في تهذيب نفسه خلقيًا واجتماعيًا واقتصاديًا
بالإضافة لكون هذا الشهر مدربًا للنفس على الصبر والتحمل ، وكذلك تدريب على أداء شتى العبادات
المفروضة منها والمستحبة.
إلا أن العبادات في رمضان لها لذة عجيبة تفوق لذة شهوات النفس..
وقراءة القرآن لها طعم آخر, وكذلك صلاة التراويح أو القيام متعة أخرى والكثير الكثير ومنها الدعاء وما أحلى من أن يناجي العبد الفقير ربه الله الغني الكريم ويسأله من فضله ومن خيري الدنيا والآخرة.
وفيه عشر أخير هي أفضل الليالي والأيام، وفي هذه العشر الأخيرة منه ليلة ليس مثلها ليلة في السنة وهي ليلة القدر، أجرها خير من ألف شهر تنزل الملائكة فيها بإذن ربهم من كل أمر !!
فهلا حرصنا على اغتنامها والسعي في الظفر بهذا الأجر العظيم والفضل الكبير
الذي لا يناله إلا ذو لب، وفطين يعرف ما ينفعه ويفيده ويتقي ما يضره !!
ولقد بين ورغب في الحرص على ذلك خير البشر
عليه أفضل الصلاة وأتم السلام إذ قال :
((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))
متفق عليه .
& ربنا آتنا في الدنيا حسنة, وفي الآخرة حسنة, وقنا عذاب النار &
يا لله!!
فكم هو جميل أن يكون هناك لذة تضاهيها لذة وكم هو طيب التنويع بين صنوف العبادات حتى لا تكل النفس ولا تسأم ويا حبذا لو آتينا النفس حقها بعد العبادة من نوم وطعام حتى تقوى لما بعدها ..
وفيه يعين المسلم أخيه المسلم من خلال عونه في إفطاره ومساعدته في كسوته للفرح بعيده
ومن جميل فضل الإسلام إنه رغب في ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم :
((من فطر صائمًا كان له مثل أجرة غير أنه لا ينقص أجر الصائم شئ. ))
رواه احمد والترمذي.
فأيام رمضان قليلة ولياليه معدودة والخيرات وافرة -الحمد لله- حري بأي عاقل تداركها
لعله ينال رضى الرحمن ويعتق بفضل الله من النيران.
والجميل الأجمل ، والفخر الواضح الأكمل أن نختم هذا الشهر المبارك
بعيد هو العيد الأول للمسلمين في عامهم بالنسبة لتقويمهم الإسلامي العربي.
فيه يفرح الصائم لفطره، ولقائه لأهله، ويفرح فيه زوجه وعياله وأهله.
ويغدق عليهم بلا إسراف ولا تبذير، ويؤنسهم بما أباح الله من المباحات المشروعة.
& بلغني الله وإياكم شهر رمضان &
..وأقول مقدمًا مبارك عليكم الشهر الفضيل..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم