"بانجو، حشيش، افيون، ترامال بالحبة وحبوب سعادة وغيرها"...اصناف متنوعة من المواد المخدرة التي لم نعد نسمع بها من خلال التلفاز فقط لكنها تروج من قبل تجار مخضرمين في غزة ضحيتها شباب في مقتبل العمر دفعه الوهم إلى تعاطيها فكانت النتيجة إدمان وسجن ودمار اجتماعي واقتصادي.
من أين تأتي هذه المواد؟، وكيف يتم إدخالها إلى القطاع المحاصر منذ اربع سنوات؟، وما هي اكثر الكميات رواجا في قطاع غزة؟ وكيف يتم ضبطها رغم معوقات الحصار والاحتلال؟، أسئلة كثيرة وغيرها حاولت مراسلة "معا" هدية الغول الحصول على اجابات عليها من خلال لقاء مدير عام مكافحة المخدرات في الشرطة التابعة للحكومة المقالة المقدم عامر عيسى الذي أكد أن لكل نوع مصدر مختلف عن الاخر.
وأوضح المقدم عيسى أن أكثر أنواع المخدرات رواجا في قطاع غزة حبوب الترامال حيث توجد بكميات تفوق الـ40% أما البانجو فيوجد بنسبة 20% والحشيش 5% أم الافيون التي هي مصدر للهرويين والكوكائيين فهي مواد نادرة تصل نسبتها الى 2%.
وأوضح عيسى أن الترويج لمادة معينة له علاقة بمواسم زراعتها حيث تبدأ زراعة نبتة البانجو في شهر شباط ويبدأ قطفها في شهري حزيران ما يجعل البانجو الاكثر رواجا حاليا، مشيرا الى ان قيام السلطات المصرية بضبط حوالي 3 طن من الحشيش كانت في طريقها الى القطاع قلص عملية التهريب وزاد سعره وقل الطلب عليه.
وحول مصادر هذه المواد المخدرة، أوضح عيسى انه حسب المعلومات المتوفرة لدى المكافحة من قبل المروجين فان مادة الحشيش تأتي عن طريق الانفاق حيث تبدأ رحلتها من المغرب العربي عن طريق الاسماعيلية المصرية او مدينة السلوم الليبية أو عن طريق السوادن وتدخل الى سيناء ومن ثم يتم ادخالها توزيعها في اراضي عام الـ48 والضفة الغربية وقطاع غزة.
اما "البانجو" فيزرع في الجانب المصري حيث عصابات البدو التي تسكن سيناء ومن ثم يتم ادخالها الى اراضي عام الـ48 والضفة الغربية وقطاع غزة عن طريق الانفاق.
"الافيون" وهي المادة التي يستخرج منه الكوكائين والهرويين فيتم ادخالها بحسب المقدم عيسى عن طريق أحد رجال المافيا الذي يعملون مع المافيا التركيا الى بلاد الشام ثم الى الاردن"العقبة" ثم الى سيناء ومن ثم الى اسرائيل حيث يتم تصنيعها الى مواد وعقارات اخرى منها مادة "الراتس" وسكر العنب التي يعاد تصديرها مرة اخرى من اسرائيل الى سيناء ومنها الى الدول العربية.
وبين عيسى ان ثمن الكيلو من الافيون يقدر بـ6 آلاف دولار تزداد الف دولار كلما دخلت واحدة من هذه البلدان العربية لتصل الى اسرائيل بمبلغ يقدر بـ 15 الف دولار قبل تصنيعها.
أما حبوب الترامال والتي تدخل فيها مادة الهروين فهي تأتي عن طريق المانيا والهند واسرائيل ويتم ادخالها الى سيناء وتهريبها عبر الانفاق الى مصر في حين ان حبوب السعادة فان مصدرها الاساسي اسرائيل وتبلغ سعر الحبة منها 40 شيكلا في اسرائيل تباع في قطاع غزة 120 شيكلا للحبة الواحدة حيث يتم ادخالها بطرق خبيثة.
وأوضح عيسى ان العديد من المعوقات التي تعيق عمل المكافحة وذلك في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة والحصار الذي يمنع تبادل الخبرات والمعلومات مع الدول المجاورة بالاضافة لعدم وجود "معمل جنائي" و"مصحة فطام" تخرج المدمن من آفة المخدرات وتدمجه في المجتمع.
واضاف ان عدم وجود معمل جنائي يثبت تورط المتهم بتعاطي أو الترويج للمخدرات لا يعطيه حكم قاسي او كامل وبالتالي يفلت من العقاب، مبينا ان المكافحة طرقت ابواب اليونيسف لانشاء مصحة فطام الا انه تم تسيس الموضوع بحجة الفصل بين الضفة وغزة بعد احداث حزيران 2007.
وطالب عيسى بتفعيل قانون المخدرات المصري1-1-2010، مبينا أنه لو تم تطبيقه فانه كفيل بردع تجار المخدرات ومروجيه لان الاحكام فيه تصل الى اشغال شاقة واعدام وسجن من 15 الى 20 سنة.
وحسب آخر احصائية لمكافحة المخدرات فان المكافحة ضبطت من تاريخ 1-1 وحتى 31-7-2010، 4 كغم من كمية الكوكائين وهي الكمية الاكبر منذ قدوم السلطة الفلسطينية حاول احد العملاء الذي يقطن مدينة بئر السبع ادخالها الى القطاع، في حين تم ضبط حوالي مليون حبة ترامال.