يعتبر الإسلام الدين الوحيد الذي تتحد فيه الحركات البدنية للصلاة مع التدريب الروحي والنفسي، فالصلاة تدرّب الإنسان على التأمل أثناء قيامه بحركات وتمرينات جسدية معينة، فتحول توتره الذهني إلى توتر عضلي، ويستفيد المصلي جسديا ونفسيا.
وقد أكد العلماء أن للصلاة فوائد علاجية وروحية تبدأ من الوضوء إلى الحركات الجسدية في صلاة التكبير والقيام والركوع والسجود والجلسة والتسليم. ويؤدي المسلمون خمس صلوات فريضة في اليوم إضافة إلى صلوات السنة والنافلة، وفي شهر رمضان يؤدون صلاة التراويح بعد فريضة العشاء.
وأوضح هؤلاء أن هذه الصلاة الرمضانية، ويتراوح عدد ركعاتها بين ثماني إلى عشرين ركعة، تعتبر تمرينا بدنيا معتدلا لكل عضلة من عضلات الجسم، حيث تنقبض بعض العضلات بطول متساوٍ، وتنقبض الأخرى بنفس التوتر، وتزيد الطاقة اللازمة لعمليات أيض العضلات خلال تأدية الصلاة، مما يؤدي إلى نقص في مستويات الأكسجين والعناصر الغذائية في العضلات، ويؤدي هذا النقص بدوره إلى توسع الأوعية الدموية، مما يسمح للدم بالتدفق بسهولة عائدا إلى القلب، فيعمل هذا العبء المتزايد مؤقتا على القلب، على تقوية العضلة القلبية وتحسين التدفق الدموي فيها.
وأشار العلماء أن لصلاة التراويح دورا مهما في تنظيم مستويات السكر بعد الإفطار، فنسبة السكر والأنسولين في الدم تكون في أدنى مستوياتها قبل وجبة الإفطار، وبعد ساعة من تناول الوجبة، يبدأ الجلوكوز والأنسولين بالارتفاع، فيعمل الكبد والعضلات على سحب جلوكوز الدم، إلا أن سكر الدم يصل إلى مستويات عالية خلال ساعة أو ساعتين، وهنا تأتي فائدة صلاة التراويح، حيث يتم معالجة السكر وحرقه إلى أكسجين وماء خلال هذه الصلاة.
ولفت الأطباء إلى أن صلاة التراويح تساعد في حرق السعرات الزائدة، وتحسن مرونة الجسم وتوازنه، وتقلل الاستجابات الذاتية المرتبطة بالتوتر عند الأصحاء، وتخفف حالات القلق والكآبة.