شككت دراسة جديدة قام بها فريق بحث أميركي في الأدلة المطروحة سابقا على أثر التغيرات الشمسية في تغير مناخ الأرض.
وكانت دراسات سابقة قد استخدمت نماذج حاسوبية للربط بين التغيرات الكبيرة والطويلة الأمد في المخرجات الشمسية وبين التغيرات في مناخ الأرض.
وقللت الدراسة الجديدة من وزن ما سبق طرحه من أدلة على دورات التوهج الشمسي وكثافتها وأثرها المفترض على مناخ الأرض.
جاءت تلك النتائج في تقرير نشره فريق البحث –المكون من اثنين من علماء المناخ وثالث مختص بفيزياء الشمس– في العدد الجديد من مجلة سيانس الصادر مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.
وستبقى آثار التغيرات الشمسية على مناخ الأرض مسألة قائمة أمام الباحثين والعلماء للمقاربة والدراسة. وقدمت الدراسة الجديدة إضافة هامة باتجاه حل اللغز، كما أنها حفزت جهودا جديدة في البحث باتجاه كشف سر تلك العلاقة المركبة بين ما يحدث في الشمس من تغيرات وبين تغير مناخ الأرض.
وكان العلماء قد عزوا تغيرات مناخ الأرض إلى مركب من التغيرات الطبيعية والأنشطة الإنسانية. كما توصلت النماذج الحاسوبية لمناخ الأرض بالمحاكاة إلى استنتاج نفس مستويات الاحتباس الحراري التي سجلها العلماء بالملاحظة والمراقبة في النصف الأول من القرن العشرين، عندما تم الجمع بين أثر دورة بقعة شمسية متوهجة لمدة 11 سنة، وأثر دورات شمسية أخرى استغرقت عقودا، وهذه الأخيرة موضع عدم توافق بين العلماء حاليا.
لكن تمت ملاحظة مستويات أعلى من الاحتباس الحراري خلال العقود الأخيرة الماضية تعزى إلى تأثير غازات الاحترار المنبعثة والمتراكمة في جو الأرض، وهي ليست جزءا من الدراسة.
لكن إزالة الدورات الشمسية طويلة المدى من مدخلات (ومعادلات) نماذج المناخ الحاسوبية قد خفضت نتائج توقعات الاحتباس الحراري في النصف الأول من القرن العشرين بعشر درجات مئوية. وهذا مؤشر على أن هناك مؤثرات أخرى في تغيرات المناخ الماضية، وأنها تلعب دورا أكبر من المتغيرات الشمسية.
أما دورة البقعة الشمسية المتوهجة لمدة 11 سنة، فهي ليست عرضة للتشكيك بحسب التقرير المنشور في مجلة سياسنس، لكنه يقلل من تأثيرها الفعلي على مناخ الأرض. كما يرى فريق البحث أن هناك تأثيرات محتملة لانبعاثات الأشعة فوق البنفسجية والأشعة الكونية على مناخ الأرض.
ويعتقد الباحثون أن التغيرات طويلة المدى في توهج الشمس قد تكون موجودة، لكن الحاجة إلى دليل أكثر إقناعا لا تزال قائمة. ويخلص الباحثون إلى أن التقنيات الجديدة المتوافرة حاليا تتيح الفرصة للحصول على بيانات ومعطيات أفضل لفهم العلاقات بين الشمس ومناخ الأرض.