السعادة مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر فالمريضيرى السعادة في الصحة والفقير يراها في الغنى وقد يرى العجوز السعادة في أيامالشباب التي ولت والسجين يرى سعادته في حريته وهكذا تتنوع السعادة وانماطها. أماالسعادة كما يراها العالم النفسي الدكتور ديفيد نيفن انها حالة شعور وليست حالةدافع وبمعنى آخر إن السعادة تكمن في القلب والعقل والشعور وفي كتابه «مئة سر بسيطمن أسرار السعادة» الذي يعتبر من كتب هندسة الذات التي تقدم وصفة لحياة سعيدة، قدمد.نيفن تجارب الآخرين لتخلق السعادة في مكان قد لاتكون مرئية فيه. كما اعتمد بهاعلى آلاف الدراسات خلال العقد الاخير للعلماء المستكشفين خصائص السعادة ومعتقداتهم. كما اعتمد افضل الدراسات والنصائح الأكثر عملية فالكتاب هذا قدمه د. ديفيد نيفن ليستنظيرا لفكر شخص واحد انما يعكس خلاصة ابحاث علماء بارزين درسوا حياة العاديين. حيثتساعد هذه الابحاث الذين يريدون ان يعرفوا ما الذي يفعلونه للاستمتاع بالحياة أكثر. يبدأ نصائحه بنظرية عامة في الحياة وهي ان يكون لحياة الفرد هدف ومعنى فهو لم يوجدفي الحياة لملء فراغ أو ليكون ظلا في فيلم لشخص آخر. وعلى الفرد ان يستعمل خطةللسعادة فالاشخاص السعداء وغير السعداء لم يولدوا على هذه الشاكلة بل انهم يفعلونأمورا توجد وتعزز حالتهم النفسية فالسعداء يجعلون من أنفسهم سعداء والاشخاص غيرالسعداء يواصلون فعل أمور تزعجهم. ويرى ديفيد انه ليس من الضروري ان يفوز الشخص فيكل مرة فالفشل وارد عند أي شخص ومهما كانت ظروفه ويمكن تقبل ذلك.
وان قوة الايمان سبب فيالسعادة. أي لايدع الفرد معتقداته الدينية تضعف فالدين يرسم لنا معالم الطريق فيعالم تحدث فيه اشياء سيئة جدا وقد اثبتت دراسة حول تأثير الدين على القناعة فيالحياة بصرف النظر عن الديانة التي يعتنقها الناس فالذين يمتلكون معتقدات روحيةقانعون بحياتهم في حين من تنقصهم المعتقدات الروحية غير قانعين.
ويدعو الدكتور ديفيد فيكتابه الى ان تشارك الآخرين في الشؤون الخاصة. وانه على المرء ان لايحبس مشاعرهوآماله وفكره داخل نفسه بل عليه تقاسمها مع الاصدقاء والاسرة فالاشخاص الذين يكبتونمشاعرهم بداخلهم يميلون الى العزلة معتقدين بأن الآخرين لايفهمونهم اما الذينيشاركون الآخرين فهم يشعرون بالدعم وبمزيد من الرضى حتى ان سارت الامور على خلافرغباتهم، كما يدعو مؤلف «أسرار السعادة ان يكون المرء معجبا بنفسه»، وهنا لايقصدالغرور بل الثقة ويسرد قصة لاعب السلة الشهير جوردن الذي لم يجد اسمه في قاعةالمنتخب في مدرسته ما جعله يحوّل هذا الرفض الى تحد لثقته بنفسه ومعرفة مقدارامكاناته فالرفض يقود الى الاخفاق في حال عدم وجود الثقة. ويقول د. نيفن معتمدا علىاحدى الدراسات: إن حواسنا تعمل باستمرار وتقدم لنا اشارات مبهمة حول بيئتنا ويجبالحرص على إحاطة أنفسنا بالروائح الزكية فهي تثير الدهشة والسعادة لدى ثمانية اشخاصمن بين عشرة في حين الروائح الكريهة تثير الاشمئزاز وردود فعل غير سعيدة ويرىد.ديفيد ان السعادة لاتشترى بالمال ويؤكد اننا نعطي الكثير من الوقت نلهث وراءالمال قلقين نجمعه ونعده وقد ندهش ان نعرف ان الرضى بالحياة لم يعد أمرا محتملا بينالاغنياء.
وأخيرا يختتم د.ديفيد نيفن «أسرار السعادة» بدراسة اجريت على مئة شخص بينت أن تأثير الاحداث الجيدة والسيئةيتلاشى سريعا اي ان سعادة الاشخاص لم تكن لتعتمد على عدد الاحداث ولكن على مااستفادوا من هذه الاحداث.. ويمكننا القول أخيرا: ان الانسان نفسه ذو قدرة كافيةومعرفة تامة برسم السعادة في حياته مهما كانت ظروفه بقليل من القناعة والثقةبالنفس.